تيمور، ومن جهة أمه في الدرجة الخامسة عشرة من جنكيز.
خلف أباه في حكم فرغانة سنة 899 وفي سنة 903 ضم سمرقند وغيرها إلى ملكه، ولكنها لم تدم له طويلا، إذ استطاع الخان شيباني الأوزبكي أن يخرجه من كل ذلك، وبعد معارك دارت أحيانا سجالا اضطر بابر إلى اللجوء إلى خاله في طشقند. وأخيرا قر قراره على أن يعبر جبال هندوكوش إلى أفغانستان فاستولى على كابل سنة 909. وفي سنة 911 وصل إلى هرات ملبيا طلب السلطان حسين ميرزا بايقرا لمناصرته على الأزبكيين، ولكن الأمر لم يتم إذ توفي السلطان ولم يكن في أولاده من له كفاءته، فاستولى شيباني خان على معظم خراسان. على أن بابر استولى سنة 913 على قندهار منتزعا إياها من بني أرغون، ولكن شيباني طارده في ملكه الجديد، فصمم بابر على النفاذ إلى الهند. وفي أثناء ذلك وقع الصراع بين شيباني والشاه إسماعيل الصفوي فانتصر إسماعيل وقتل شيباني بمرو سنة 916، فعاد بابر إلى سمرقند سنة 917 مؤيدا من الشاه إسماعيل مقرا بتبعيته له على أن الأمور لم تصف له فعاد إلى كابول بعد سنتين متخذا منها نقطة انطلاق لما يحاول من ملك عريض، واستطاع سنة 928 الاستيلاء على قندهار. وهنا صمم على العبور إلى الهند بعد أن كان منذ سنة 922 قد أنفذ إليها حملات استطلاعية صغيرة، أفادته في التعرف على مواطن الضعف والقوة فيها ثم قام نزاع بين إبراهيم لودي وبين الأفغانيين فاهتبل بابر الفرصة وتقدم في الهند واستولى على لاهور سنة 930 ثم أباد قوات إبراهيم لودي في بانيبت سنة 932 واحتل دلهي وآكرا وتقدم حتى جونبور وغازيبور. وبانتصاره على الأفغانيين الشرقيين سنة 935 وصل حتى البنغال.
وكان بابر أديبا شاعرا، كتب باللغة التركية الجغتائية كتاب بابرنامه وهي سيرة ذاتية له ذكر فيها، قصة حياته وطفولته إلى آخر سنوات عمره، كان فيها صريحا كل الصراحة فتحدث عن ضعفه وأخطائه وهزائمه، فكان فيها واقعيا بعيدا عن الانفعالات النفسية، ولم يكن القصد منها الدفاع عن النفس.
وقد اعتبرها بعض الدارسين بما فيها من قوة الملاحظة والقدرة على التحليل والفهم لنفسية الشعوب والافراد. وما في لغتها من صفاء وبساطة ووصف حافل بالألوان الجياشة بالحياة اعتبرها من روائع النثر التركي.
ولبابر ديوان شعر معظمه باللغة التركية، وبعضه باللغة الفارسية، يشتمل على الغزل والمثنوي والرباعي والقطعة والمعمى والمفرد. ويدل هذا الديوان على أن بابر لم يكن دون أي من الشعراء الجغتائيين في القرن الخامس عشر. وفي الديوان نقرأ أغاني الحب الصوفي والخمريات إلى جانب موضوعات الحياة اليومية. عدا عن أن قصائد الديوان هي في الأصل باللغة التركية، فان فيه ما يزيد على عشرين قصيدة باللغة الفارسية.
ويجهر في الديوان بأنه تركي مشيدا بشجاعة الأتراك، وإذا عد بابر في التاريخ السياسي بين الملوك المظفرين المؤسسين الناجحين، فإنه يعد ولا شك في التاريخ الأدبي في أول الشعراء الأتراك، ولا يسبقه إلا الشاعر نوائي.
ولبابر رسالة في العروض اكتشفت سنة 1923 مخطوطة في ملحق المكتبة الأهلية في باريس.
السيد باقر الدمستاني البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو أول فاضل تصدر للافتاء في قرية الدمستان، كان حليما حكيما، وعالما عاملا، وشاعرا كريما، له كتاب نفيس مسمى بالأمالي وهو مشحون من أدبه وسوانحه. قال طاب ثراه في أول مقدمات كتابه: إن للشعراء ألفاظا صارت بينهم حقائق عرفية. وإن كانت في الأصل مجازا، لكثرة دورها في كلامهم وتعاطيهم استعمالها، لأنهم ألفوا ذلك من تداولها وتكرارها في مسامعهم، ومن ذلك الغصن إذا أطلقوه فهموا منه القوام، والكثيب إذا أطلقوه فهموا منه الردف، والورد إذا أطلقوه فهموا منه الوجنة، والأقاحي إذا أطلقوه فهموا منه الثغر، والراح إذا أطلقوه فهموا منه الريق، والنرجس، إذا أطلقوه فهموا منه العيون، كل هذه الأشياء انتقلت عن وضعها الأصلي وصارت حقائق عرفية نقلها الاصطلاح إلى هذه الأشياء، ثم ذكر أشعارا من نفسه ومن غيره لاثبات مقدمته، وبالجملة مات قدس سره سنة 1121.
بيرم خان خانان.
وردت له ترجمة موجزة في الصفحة 616 من المجلد الثالث ولكن وقع فيها خطان مطبعيان لم يصححا، إذ ورد اسمه برام بدل بيرم وجان خانان بدل خان خانان.
ونذكر من ترجمته هنا ما يلي:
قتل سنة 963 ومعنى خان خانان: أمير الأمراء هو من كبار رجال الشيعة التاريخيين في الهند، ومن المؤسسين الفاعلين في قيام الأمبراطورية الاسلامية المغولية فيها، إذا لم نقل إنه الفاعل الأول.
وهو من أصل تركماني ينتمي إلى قبيلة بهارلو المتفرعة من القره قويونلي وهو ابن سيف علي بك، ومن أحفاد علي شكر، وعلي شكر هذا هو والد أو جد شير علي الذي كان من أعوان جهان شاه برني، ثم من أعوان السلطان محمود ميرزا ثم صهره على ابنته. ثم التحق ابنه جان علي بك ببابر. ثم خلفه في ذلك ابنه سيف علي والد المترجم في أوائل شبابه، وهو الذي صار واليا على غزنة. وبعد وفاة بابر التحق بهمايون (2). أما ولادة بيرم فيقال إنها كانت في بدخشان، أو في غزنة، وقد فقد والده في سن مبكرة، ولم يلبث أن هاجر إلى بلخ، وفيها عكف على الدراسة، وكانت دراسته جدية مثمرة جعلت منه رجلا واسع الاطلاع، وكان إلى جانب ذلك شاعرا.
وقد التحق وهو في السادسة عشرة من عمره بهمايون، وعند ما كان همايون في كابل وعزم على الانتقال إلى الهند صحبه بيرم، وشارك معه في معركة: تشوسه سنة 946، ومعركة قنوج سنة 947، اللتين انتهتا بهزيمة همايون، ولما طارده الأعداء احتمى مع زميندار بسمسبهل التي كانت إقطاعا لهمايون. ولما اكتشف رجال شير شاه سور مكانه وأبلغوا ذلك إلى أمير الأفغان الذي خيره بين أن يكون من رجاله أو يترك سمبهل ففر إلى كجرات إلى