والإنشاء في البلاط الإيراني... (1) وكانت مشاورة للشاه القاجاري فتح علي شاه في أمور إدارة البلاد وكان يأخذ الشاه برأيها (2).
الشيخ محسن بن الشيخ محمد بن الشيخ يوسف صاحب الحدائق من آل عصفور.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
وهذا الشيخ من فضلاء هذه الطائفة وأعيانها أخذ عن أخيه الشيخ موسى المتقدم ذكره وبرز في الفنون وكان إماما بعد أخيه الشيخ موسى.
يضرب به المثل في الفقه، عارفا بالأصولين والنحو والقرآن، زكيا فصيحا، ولد في فسا سنة ثماني عشرة ومائتين بعد الألف. ومات قدس سره سنة تسع وخمسين ومائتين بعد الألف، وله كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين. وشرح المغني وكتاب الإجازات. وحاشية على المطول. ورسالة في الشكيات. ورسالة في معنى قوله ص: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. ورسالة في قوله ص وسلم: ستدفن بضعة مني بخراسان.
وحاشية على الشرائع. ورسالة المحاكمة بين من قال باستحباب فصل الشهادة لعلي بالولاية في الأذان ومن قال بعدمه.
وغير ذلك من الرسائل وله من الأولاد الشيخ موسى وهو الآن من أكابر علماء فسا. وله من المصنفات كتاب العمدة.
150: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأسدي.
كتب الشيخ محمد حسن آل ياسين ما يلي:
عثرت في المكتبة الرضوية بمدينة مشهد الإيرانية على مخطوط نفيس قيم يعنى بالحديث عن مكة المكرمة، والطرق الموصلة إليها من جهة المدينة المنورة والكوفة والبصرة وسائر الحواضر الاسلامية المشهورة يومذاك مع تتبع بالغ، ووصف دقيق لما تضمنته تلك الطرق من بواد وقفار، وبرك وآبار، وأبنية وقصور، وأميال وآثار، وزروع وعلامات بريد، بحيث لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. وبهذا كان الكتاب مثيرا للاعجاب جالبا للاهتمام قمينا بالبحث والدراسة والنشر.
وأهم ما يبعث على الأسف عند مطالعة هذه النسخة نقصانها من أولها بمقدار لا نستطيع تحديده، وإن كان نزرا يسيرا على الأكثر، ولكنه على قلته المحتملة أفقدنا اسم هذا العالم الجغرافي المحقق فبقي مجهولا خلال هذه الأعوام المتمادية التي مرت على الكتاب وهو ناقص مبتور.
ثم أشكل الأمر ثانية بواسطة المجلد الذي قدم وأخر بعض الأوراق أثناء التجليد فتداخل فيه الحديث عن هذا المكان بالحديث عن ذاك، فالتبست بعض مطالبه على أكثر مطالعيه.
والنسخة التي نحن بصددها قديمة النسخ كثيرة التصحيف والتحريف قليلة النقط، تتألف من 116 ورقة بحجم 23. 18 سم، ورقمها العام في المكتبة 5751، والواقف لها علامة عصره الشيخ بهاء الدين العاملي المتوفى سنة 1031 ه، وفي أولها ختم باسم حسن بن علي بن عبد العالي مؤرخ سنة 957 ه.
أما آخر الكتاب فتام، وجاء في ختامه ما نصه:
تم الكتاب بعون الله وحسن توفيقه، والحمد لله حق حمده، وصلواته على خير خلقه سيدنا محمد النبي وعترته الطاهرين وسلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم ورد في ذيل الصفحة الأخيرة ما لفظه:
من عواري الزمن على يد أضعف عباد الله... في تاريخ غرة محرم الحرام سنة 899 وقد اعتدت يد جاهلة على هذا التملك فحكت اسم المالك فلم نعرفه.
وبالنظر إلى أهمية موضوع الكتاب ونفاسة معلوماته فقد بذلت جهدا كبيرا في سبيل معرفة مؤلفه وفي تنظيم أوراقه حسب تسلسلها الواقعي، فانكشف الغطاء، واتضحت الحقيقة، والحمد لله رب العالمين.
إن أول حقيقة تسوقنا إليها روايات الكتاب أن مؤلفه من رجال القرن الثالث الهجري، لأن كل الرواة الذين يروي عنهم المؤلف هم من أعلام هذا القرن ومشاهيره، ونذكر في أدناه طائفة منهم على سبيل التمثيل:
1 أحمد بن إسماعيل السهمي المدني، أبو حذافة، المتوفى ببغداد سنة 259 ه.
2 أحمد بن عبد الجبار العطاردي الكوفي، المتوفى ببغداد سنة 272 ه.
3 أحمد بن منصور بن سيار الرمادي، أبو بكر، المتوفى ببغداد سنة 265 ه . 4 جعفر بن محمد بن شاكر الصايغ، المتوفى ببغداد سنة 279 ه.
5 الحرث بن محمد بن أبي أسامة التميمي البغدادي، أبو محمد، المتوفى ببغداد سنة 282 ه.
6 الحسن بن مكرم بن حسان، أبو علي، المتوفى ببغداد سنة 274 ه.
7 عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن بن بشر بن هلال، أبو محمد الأنصاري الوراق البلخي، المعروف بابن أبي سعد، المتوفى ببغداد سنة 274 ه ويعبر عنه المؤلف تارة ب عبد الله بن عمرو وتارة ب عبد الله بن أبي سعد وأخرى ب أبي محمد الوراق.
8 عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري، أبو قلابة، المتوفى ببغداد سنة 276 ه.
9 محمد بن الجهم بن هارون السمري الكاتب النحوي، أبو عبد الله، المتوفى ببغداد سنة 277 ه.
10 محمد بن خلف بن عبد السلام الأعور المروزي، أبو عبد الله، المتوفى ببغداد سنة 281 ه.
11 محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي الحافظ، أبو جعفر، المتوفى ببغداد سنة 254 ه.
12 محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي، أبو بكر، المتوفى ببغداد سنة 258 ه.