مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٤٦
أستاذ دار الخليفة أبي الفضل مجد الدين هبة الله بن علي بن هبة الله بن الصاحب، كان من أعيان الشيعة ببغداد، وقد روى شيئا من الحديث، وتوفي يوم الأحد تاسع المحرم من سنة 604، وصلي عليه في جامع القصر، ودفن في مشهد موسى بن جعفر على ساكنيه السلام وكان عمره نحوا من خمسين سنة.
الشيخ أحمد بن يوسف البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
ذكره الشيخ سليمان الماخوزي فاثنى عليه، وذكره صاحب البحار فعظمه حتى قال في وصفه: هو من مجددي المذهب.
قال جدي صاحب الحدائق: هو عالم فاضل، ومحقق كامل، له كتاب:
رياض الدلائل وحياض المسائل في الفقه لم يتم. ورسالة سماها المشكاة المضية في المنطق. ورسالة سماها: الأمور الخفية في المسائل المنطقية. وله شرح جيد على الشرائع قاله الحر في أمل الأمل.
وتوفي سنة 999.
الأحوص بن شداد الهمداني.
لما تقابل جيش إبراهيم بن مالك الأشتر مع جيش عبيد الله بن زياد على بعد خمسة فراسخ من الموصل، ثبت أهل العراق مستعدين للموت وهم يقولون: اللهم إننا ما خرجنا إلى حرب هؤلاء القوم إلا شارين بدمائنا وأموالنا الجنة، طالبين بدماء أهل بيت نبيك محمد ص، فانصرنا عليهم كيف شئت وأنى شئت، إنك على كل شئ قدير. قال:
فوقف الفريقان بعضهم ينظر إلى بعض، وتقدم رجل من عتاة أهل الشام ومردتهم يقال له عوف بن ضبعان الكلبي حتى وقف بين يدي الجمعين على فرس أدهم ثم نادى: ألا يا شيعة أبي تراب! ألا يا شيعة المختار الكذاب!
ألا يا شيعة ابن الأشتر المرتاب! من كان منكم يدل بشجاعته وشدته فليبرز إلي إن كان صادقا، وللقرآن معانقا! ثم جعل يجول في ميدان الحرب وهو يرتجز ويقول:
أنا ابن ضعبان الكريم المفضل * إني أنا الليث الكمي الهذلي من عصبة يبرون من دين علي * كذاك كانوا في الزمان الأول يا رجال! فما لبث أن خرج إليه الأحوص بن شداد الهمداني وهو يرتجز ويقول:
أنا ابن شداد على دين علي * لست لمروان ابن ليلى بولي لأصطلين الحرب فيمن يصطلي * أحوص نار الحرب حتى تنجلي قال: فجعل الشامي يشتم الأحوص بن شداد، فقال له الأحوص: يا هذا لا تشتم إن كنت غريبا، فان الذي بيننا وبينكم أجل من الشتيمة، أنتم تقاتلون عن بني مروان، ونحن نطالبكم بدم ابن بنت نبي الرحمن، فادفعوا إلينا هذا الفاسق اللعين عبيد الله بن زياد، الذي قتل ابن بنت نبي رب العالمين محمد ص، حتى نقتله ببعض موالينا الذين قتلوا مع الحسين بن علي، فإننا لا نراه للحسين كفؤا فنقتله به، فإذا دفعتموه إلينا فقتلناه جعلنا بيننا وبينكم حكما من المسلمين، فقال له الشامي: إننا قد جربنا كم في يوم صفين عند ما حكمنا وحكمتم، فغدرتم ولم ترضوا بما حكم عليكم. قال: فقال له الأحوص بن شداد: يا هذا إن الحكمين لم يحكما برضا الجميع، وأحدهما خدع صاحبه الآخر، والخلافة لا تعقد في الخديعة، ولا يجوز في الدين إلا النصيحة، ولكن ما اسمك أيها الرجل؟ فقال الشامي: اسمي منازل الأقران حلال! فقال له الأحوص بن شداد: ما أقرب الاسمين بعضهم من بعض، أنت منازل الأبطال، وأنا مقرب الآجال! ثم حمل عليه الأحوص والتقيا بضربتين ضربه الأحوص ضربة فسقط الشامي قتيلا، فجال الأحوص في ميدان الحرب ونادى: يا قتلة الحسين! هل من مبارز! فخرج إليه داود بن عروة الدمشقي مقنعا في الحديد على كميت له وهو يقول:
أنا ابن من قاتل في صفينا * قتال قرم لم يكن غبينا بل كان فيها بطلا حرونا * مجربا لدى الوغى كمينا فضمه إليه الأحوص بن شداد الهمداني وجعل يقول:
يا بن الذي قاتل في صفينا * ولم يكن في دينه غبينا كذبت قد كان بها مغبونا * مذبذبا في أمره مفتونا لا يعرف الحق ولا اليقينا * بؤسا له لقد مضى ملعونا ثم التقيا فضربه الأحوص ضربة ألحقه بصاحبه، ثم رجع إلى صفه (1).
إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن.
مرت ترجمته في الصفحة 229 من المجلد الثالث. وننشر هنا عنه دراسة ثانية:
ولد يوم الاثنين ثالث رجب سنة 177 وكان والده إدريس بن عبد الله قد توفي مسموما، وهو حمل كما هو مفصل في ترجمة أبيه الآتية (2) فكفله راشد مولى أبيه وقام بأمره أحسن قيام، فاقرأه القرآن حتى حفظه وهو ابن ثمان سنين، ثم علمه الحديث والسنة والفقه في الدين والعربية ورواه الشعر وأمثال العرب وحكمها وأطلعه على سر الملوك، وعرفه أيام الناس، ودربه على ركوب الخيل والرمي بالسهام وغير ذلك من مكايد الحرب، فلم يمض له من العمر إحدى عشرة سنة حتى كان قد اضطلع بما حمل، وترشح للأمر، واستحق لأن يبايع، فبايعه البربر وآتوه صفقتهم عن طاعة منهم وإخلاص.
قال ابن خلدون: بايع البربر إدريس الأصغر حملا، ثم رضيعا، ثم فصيلا، إلى أن شب فبايعوه بجامع مدينة وليلى سنة 188 وهو ابن إحدى عشرة سنة.
وكان إبراهيم بن الأغلب صاحب أفريقية قد دس إلى بعض البربر الأموال واستمالهم حتى قتلوا راشدا مولاه سنة 186، وحملوا إليه رأسه، وقام بكفالة إدريس من بعده أبو خالد يزيد بن إلياس العيدي، ولم يزل على ذلك إلى أن بايعوا لإدريس فقاموا بأمره وجددوا لأنفسهم رسوم الملك بتجديد طاعته.

(1) كتاب الفتوح.
(2) وكان راشد قد طلب البرير أن يصبروا حتى تضع زوجة إدريس حملها فإن كان ذكرا انتظروا حتى يبلغ مبلغ الرجال فيبايعوه.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370