مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ١٥٣
خرجتم منها إلى الله فإنها لا تبقى لكم ولا تزهدوا فيما رغبتم فيه من ثواب الله فان ما عند الله خير لكم، يا بني عمي! إن هؤلاء الذين تقاتلونهم هم الذين قتلوا ابن بنت رسول الله الحسين بن علي وساروا برأسه إلى يزيد بن معاوية يريدون بذلك الزلفى والمرتبة والجائزة، ثم تقدم وهو يرتجز ويقول:
بؤسا لقوم قتلوا حسينا * بؤسا وتعسا لهم وحينا أرضوا يزيد ثم لاقوا شينا * ولم يخافوا بغيهم علينا ثم حمل وحمل معه قومه وعشيرته، ثم جعل يرتجز ويقول:
إني إلى الله من الذنب أفر * أنوي ثواب الله فيمن قد أسر وأضرب القرن بمصقول بتر * ولا أبالي كلما كان قدر فلم يزل يقاتل حتى قتل هو وبنو عمه.
السيد صدر الدين الصدر.
مرت ترجمته في مكانها من المستدركات، وقد عثرنا له على قصيدة ننشرها فيما يلي:
يا خليلي احبسا الجرد المهارا * وابكيا دارا عليها الدهر جارا وربوعا أقفرت من أهلها * وغدت بعدهم قفرا برارا حكم الدهر على تلك الربى * فانمحت والدهر لا يرعى زمارا كيف يرجى السلم من دهر على * أهل بيت الوحي قد شن المغارا لم يخلف أحمد إلا ابنة * ولكم أوصى إلى القوم مرارا كابدت بعد أبيها المصطفى * غصصا لو مست الطور لمارا هل تراهم أدركوا من أحمد * بعده في آله الأطهار نارا غصبوها حقها جهرا ومن * عجب أن تغصب الزهراء جهارا من سعى في ظلمها من راعها * من على فاطمة الزهراء جارا من غدا ظلما على الدار التي * تخذتها الأنس والجن مزارا طالما الأملاك فيها أصبحت * تلثم الأعتاب فيها والجدارا ومن النار بها ينجو الورى * من على أعتابها أضرم نارا والنبي المصطفى كم جاءها * يطلب الإذن من الزهراء مرارا وعليها هجم القوم ولم * تك لائت لا وعلياها الخمارا لست أنساها ويا لهفي لها * إذ وراء الباب لاذت كي توارى طاشتكين المستنجدي الأمير أبو المكارم.
قال الدكتور مصطفى جواد:
هو مجير الدين طاشتكين المستنجدي أمير الحاج، وزعيم بلاد خوزستان، كان شيخا خيرا حسن السيرة كثير العبادة مظهرا لتشيعه، حج باهل العراق وموالي الدولة العباسية سنة 566 وما بعدها وفي سنة 571 حدثت بينه وبين الأمير مكثر بن عيسى أمير مكة حرب وكان الخليفة المستضئ قد أمره بعزل مكثر عن الامارة وإقامة أخيه داود بن عيسى، وسبب ذلك أنه كان قد بنى قلعة على جبل أبي قبيس فلما سار الحاج عن عرفات لم يبيتوا بالمزدلفة وإنما اجتازوا بها فلم يرموا الجمار إلا بعضهم فإنهم رموها وهم سائرون، ثم نزلوا الأبطح فخرج إليهم ناس من أهل مكة فحاربوهم وقتل من الفريقين جماعة وصاح الناس: الغزاة إلى مكة، فهجموا عليها، فهرب أمير مكة مكثر وصعد إلى القلعة التي كان قد بناها على جبل أبي قبيس، فحصروه بها، ففارقها وسار عن مكة، وولي أخوه داود الامارة، وجرى في مكة ما يستنكر حينما يذكر، وفي سنة 592 خرج الأمير طاشتكين مع الوزير عضد الدين أبي الفرج محمد بن عبد الله بن رئيس الرؤساء والأمير غرغلي لحرب أحد الملوك وهو ابن ملكشاه بن محمود فإنه وصل في هذه السنة إلى خوزستان وصاحبها شملة فخربها ونهبها وفتك في الناس وسبى حريمهم وفعل كل قبيح، فوصل الخبر إلى بغداد وخرج الوزير عضد الدين وعرض العسكر ووصل عسكر الحلة وواسط مع الأمير طاشتكين، فساروا جميعا نحو العدو فلما سمع بوصولهم فارق مكانه وعاد وكان معه من التركمان جمع كثير، فنهبتهم العساكر البغدادية ولكنهم رجعوا من غير استثمار في العود، فأنكر الخليفة عليهم ذلك وأمرهم بالعودة إلى مواقفهم، فعادوا لأوائل شهر رمضان من السنة، وكان ابن ملكشاه قد رجع فنهب البندينجين المعروفة اليوم بمندلي، وأخذ منها ما كان سلم في الأول من النهب ووقعت بين الجيشين وقيعة ثم افترقوا وغادر ابن ملكشاه ولاية العراق وكان ابن جبير الرحالة قد اتفق حجه البيت الحرام سنة 579 وأمير الحاج طاشتكين قال وكانت محلة هذا الأمير العراقي جميلة المنظر بهية العدة راتفة المضارب والأبنية عجيبة القباب والأروق على هيئات لم نر أبدع منها منظرا، فأعظمها مضرب الأمير وذلك أنه أحدق به سرادق كالسور من كتان كأنه حديقة بستان أو زخرفة بنيان وفي داخله القباب المضروبة وهي كلها سواد في بياض مرقشة ملونة كأنها أزاهير الرياض وقد جللت صفحات ذلك السرادق من جوانبه الأربعة كلها أشكال درقية من ذلك السواد المنزل في البياض، يستشعر الناظر إليها مهابة يتخيلها درقا لمطية قد جللتها مزخرفات الأغشية، ولهذا السرادق الذي هو كالسور المضروب أبواب مرتفعة كأنها أبواب القصور المشيدة، يدخل منها إلى دهاليز وتعاريج ثم يفضي منها إلى الفضاء الذي فيه القباب وكان هذا الأمير ساكن في مدينة قد أحدق بها سورها تنتقل بانتقاله وتنزل بنزوله وهي من الأبهات الملوكية المعهودة التي لم يعهد مثلها عند ملوك المغرب، ثم قال في خبر بنت الأمير مسعود السلجوقي: وهي إحدى الخواتين الثلاث اللاتي وصلن للحج مع أمير الحاج أبي المكارم طاشتكين مولى أمير المؤمنين الموجه كل عام من قبل الخليفة وله يتولى هذه الخطة نحو الثمانية أعوام أو أزيد ثم قال: والأمير طاشتكين المتقدم الذكر يقيم بالحلة ثلاثة أيام إلى أن يتقدم جميع الحاج ثم يتوجه إلى حضرة خليفته، وهذه الحلة المذكورة طاعة بيده للخليفة كذا وسيرة هذا الأمير في الرفق بالحاج والاحتياط عليهم والاحتراس لمقدمتهم وساقتهم وضم نشر ميمنتهم وميسرتهم سيرة محمودة وطريقته في الحزم وحسن النظر طريقة سديدة وهو من التواضع ولين الجانب وقرب المكان على وتيرة سعيدة، نفعه الله ونفع المسلمين به.
وفي سنة 589 قبض الناصر لدين الله على أمير الحاج، قال ابن الأثير وكان نعم الأمير عادلا في الحاج رفيقا بهم محبا لهم له أوراد كثيرة من صلوات وصيام وكان كثير الصدقة، لا جرم وقفت أعماله بين يديه فخلص من السجن على ما نذكره إن شاء الله تعالى ثم عين الناصر لدين الله علي طاشتكين زعيما على بلاد خوزستان، وفي شوال من سنة 597 وصل إلى بغداد من خوزستان وخرج عز الدين نجاح الشرابي الأمير الكبير لتلقيه، ودخل دار الوزارة ولقي نصير الدين ناصر بن مهدي نائب الوزارة يومئذ، ثم حج بالناس في آخر هذه السنة وفي آخر سنة 598 وسنة 599 وسنة 600 ثم رجع
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370