1386 نشأ في قزوين على حب العلم، ثم هاجر في أوائل عمره إلى أصفهان، وقرأ الصرف والنحو والمنطق هناك على جماعة من أفاضل أصفهان، ثم عاد إلى قزوين، وأكمل السطوح بها، وتخرج في الفقه والأصول على الحاج ملا علي أكبر سياه دهني والشيخ عيسى البرغاني وغيرهم ومال إلى الخطابة فأتقنها ونبغ بها، فكان من أكابر خطباء المنبر الحسيني في إيران. وفي إحدى رحلاته إلى مدينة أرومية اجتمع مع محمد حسن المعروف بمحبوب علي الشاه في مراغة وهو من أقطاب الصوفية، فتأثر بأفكاره واعتنق طريقته وأصبح خليفته في قزوين.
من آثاره المطبوعة: ديوان شعر يحتوي على مجموعة من الغزليات والرباعيات وله قصيدة باسم جغد بلبل عرفاني، وله أيضا بعض المؤلفات لم تخرج إلى المبيضة.
السيد حسين بن علي نور الدين ولد عام 1896 م في قرية خربة سلم من جبل عامل وتوفي فيها سنة 1978 م وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في الكتاب ثم تثقف على نفسه.
قال من قصيدة عام 1948، وهو عام تقسيم فلسطين، وما ارتكبه اليهود في جبل عامل من الآثام:
قرى الحدود وأهلوها قد اندثرت * تداس في سوحها الأشلاء والرمم جاس اليهود خلال الدور واندلعت * من المدافع نيران بها اعتصموا لما أناخوا على حولا بكلكلهم * واستعملوا الفتك ما رقوا وما رحموا فالطفل من فرق قد شاب مفرقه * والأم أذهلها عن طفلها الألم أين الصناديد يوم الروع من شهدت * لباسها في الوغى الهندية الخذم أين البواسل من قحطان تنجدنا * أين الحماة أباة الضيم أين هم أين المذاويد هل خارت عزائمها * بل أين أين الحفاظ المر والشمم أين الذين إذا اهتزت صوارمهم * تساقطت قلل للأرض تصطدم ما مجلس الأمن من خوف يؤمننا * فلينصف السيف إن لم ينصف الحكم ما بالكم بح صوت المستجير بكم * أين الحمية والاقدام والهمم عهدي بكم لا يضيع الدهر وتركم * ولا يطل لكم بين الطلول دم هبوا سراعا وفي أحشائنا رمق * فنوم مثلكم عن مثلنا يصم ألا ترانا وقد ضاق الفضاء بنا * وما لنا منهم منجى ومعتصم قد أمطرونا رصاصا من بنادقهم * فأرغمونا على استسلامنا لهم وقال:
يخاتلنا ذا الدهر في من يخاتل * يسالمنا طورا وطورا يقاتل وأبناؤه في الغدر يحذون حذوه * فمن ذا نصافي منهم ونجامل أيرجى وفاء منهم وصفاتهم * على شكلهم فاللؤام للكل شامل فلا يطمع الأعداء فينا سكوتنا * فان الليالي في الورى تتداول فلا بد من يوم يؤرخ فعله * وأخباره بين الملا تتناقل ألا أيها الساعي ليطفئ نورنا * رويدك لا يغررك منا التغافل ألا تتقي الحرب العوان وتنتهي * فان الليالي في الخطوب حوامل ابن سينا الحسين بن عبد الله بن علي مرت ترجمته في الصفحة 69 من المجلد السادس ثم مر بحث عنه في الصفحة 230 من المجلد الأول من المستدركات. وقد كانت الدراسات عنه في معظمها فيلسوفا وفي هذا البحث الذي كتبه الدكتور داود مزيان الثامري عن رسالة مخطوطة لابن سينا يبرزه لنا طبيبا والبحث الذي يليه يبرزه لنا عالما طبيعيا:
التعريف بابن سينا شهدت خراسان في القرن الرابع للهجرة حركة فلسفية قوية تحت حكم الدولة السامانية ونبغ فيها النشاط العلمي بدرجة كبيرة كان لها الأثر الفعال في ازدهار الثقافة والعلوم العقلية في تلك العصور، وقد توجت هذه الحركة بظهور الفيلسوف الكبير ابن سينا الذي يعد بحق درة الدولة السامانية ومفخرة الأمة الاسلامية.
هو حجة الحق وشرف الملك الشيخ الرئيس الحكيم الوزير الدستور أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا.
لقد اشتهر في كتب الفلاسفة المتأخرين من هذه الألقاب والكنى والأسماء، ما يوحي بمهماته العلمية والسياسية، ومن المؤسف حقا أننا لا نجد في نسبه أكثر من هذه الأسماء، وقد علق ابن أبي أصيبعة على شهرته فقال:
وهو وإن كان أشهر من أن يذكر وفضائله أظهر من أن تسطر.
وابن سينا من الفلاسفة القلائل الذين دونوا سيرة حياتهم، وكتبوا أخبارهم، ويعود الفضل إلى أحد تلامذته المعروف بأبي عبيد الجوزجاني، الذي سطر حياة ابن سينا وجاءت في مصادرنا التاريخية. وقد أخذ ابن أبي أصيبعة رواية الجوزجاني هذه فقال الشيخ عن نفسه: كان والدي رجلا من أهل بلخ وانتقل منها إلى بخارى في أيام الأمير نوح بن منصور فولاه الأمير نوح إدارة قرية من ضواحي بخارى تسمى خرميثن. وهذا دليل على أن عبد الله والد ابن سينا كان على شئ من راحة العيش. ثم تزوج عبد الله امرأة اسمها ستاره من قرية أفشنه فرزقا الحسين عام 370 ه، فأصبح في الأسرة غلامان. علي وهو الأكبر والحسين وهو الثاني، وبعد خمس سنين رزقت الأسرة غلاما ثالثا وهو محمود.
انتقلت الأسرة إلى بخارى فاستقرت بها، وأحضر لابن سينا معلم القرآن والأدب، فلم يكد يكمل العشر من العمر حتى حفظ جميع القرآن وكثيرا من الأدب وحتى كان يقضي منه العجب. وصحبت هذه الذاكرة القوية العجيبة ابن سينا طوال حياته، فهو يروي أنه حفظ كتاب الطبيعة لأرسطو عن ظهر قلب دون أن يفهمه، حتى اشترى كتاب الفارابي في أغراض ما بعد الطبيعة فانفتح على: في الوقت أغراض ذلك الكتاب بسبب أنه قد صار لي محفوظا على ظهر قلب.
وقد برزت شهرته العلمية ونبوغه العقلي عند ما تولاه الأمير نوح بن منصور الساماني بالرعاية والاهتمام. ويذكر أن الأمير نوحا قد ذكر عنده في مرضه الأخير فأحضره وعالجه حتى برئ، واتصل به وقربه منه وفتح له دار كتبه، وكانت هذه المكتبة من خيرة مكتبات ما وراء النهر والمشرق الاسلامي، وقد وصفها ابن خلكان بقوله: وكانت عديمة المثل فيها من كل فن من الكتب المشهورة بأيدي الناس وغيرها مما لا يوجد في سواها ولا سمع باسمه فضلا عن معرفته. فكانت فرصة ابن سينا أن يتزود من هذه المكتبة لكثرة علومها، ولم يستكمل ثماني عشرة سنة من عمره إلا وقد فرع من تحصيل العلوم التي عاناها بأسرها.