ضاق الخناق أبا الفتوح فلم نجد * إلاك فاتحها فأنت الفاتح أو لم تهجك من الحوادث أسهم * لم يخط عن أوتارها لك سانح حتى فرت من جسم جدك مهجة * بصفاحها، الله كيف تصافح وتقاسمت أعضاءه شفر الظبا * فتضعضعت من جانبيه جوانح يا صاحب الأمر القديم إغارة * فيها الذوابل والصقال لوامح أصقالكم أكدت سواعد غربها * أو عربكم ضئلت وهن ضوابح أم غلبكم وهنت وأنت مشيمها * أم ضاع وترك وهو عندك واضح أتغض طرفك عن طلابك طرفة * كلا ومنهم سادة وجحاجح والسبط جدك في الطفوف ضريبة * وبه هنالك فاجأتك جوائح وبعين ربات الحجال محاميا * دون الحجال وللصفاح يصافح فكأنه والسيف في لجج الوغى * رعد وبرق في السحائب قادح لولا القضا ما اعتاق في شرك الردى * يوما ولا صاحت عليه صوائح وحمولة الأرزاء عمتك التي * لا غاب عنها في الحياة الفادح هي في النوى مقرونة بفوادح * تدعو وقاني الدمع هام سانح وتقول عاتبة وترداد الأسى * بين الجوارح والجوانح جائح يا راكبا يطوي السباسب مرقلا * في كور هيما للرياح تراوح عج بالغري على مليك عنده * علم المنايا والبلايا طافح هو من حوى علم الكتاب وحكمه * نعم الخبير ومن حوته ضرائح ومتى تجئه مفردا ويلوح من * آيات مثواه المعظم لائح فعليه سلم بل وقل: حلال كلل * المشكلات ومن لهن الفاتح يا أيها النبأ العظيم ومن به * الرحمن في السبع المثاني مادح يا ليت عينك والحسين بنينوى * وعليه ضاق من الفسيح الفاسح يحمي الحريم ومهره في لجة * الهيجا على مجرى المهند سابح ما زال في مهج العريكة موقدا * لهب الوطيس وفي الكفاح يكافح والروس تحت شباه تهوي سجدا * وعليهم أجسادهن طوائح في معرك حاذى به فلك السما * حيث استقامت بالجسوم صحاصح وبنات أحمد بعد فقد عزيزها * أضحى يعنفها العدو الكاشح وضلوعهن من الأسى محنية * كالقوس أنحلها المسير النازح يقتادها في التير أسر مثقل * لكنه هو للجوارح جارح وبكل حي شهرت ومدينة * فبذاك تمسي ثم ذاك تصابح حتى أتين الشام يا لك ساعة * فيها لهن صوائح ونوائح والكوكب الدري من عم الورى * من راحتيه مواهب ومصالح بسلاسل الأقياد مطوي الحشا * ومن الضنى أوهى قواه الفادح وهو الذي لولا بقاه لما بقي * للساجدين مساجد ومصابح علام أسرار النبوة من له * عقد الولاية زينته وشائح أنتم لعمري آل بيت محمد * حجي ونسكي والوجود الراجح وبجاهكم في الله آمل أنه * عن سيئاتي والخطايا صافح وتقبلوا مني وشيحا زانه * وشي الثناء وعن علي سامحوا بل فاشفعوا للوالدين بيوم إذ * تنشق عنهم للمعاد ضرائح هذي صحافية بصحفي أثبتت * وبها المتاجر في الولاية رابح صلى الاله عليكم ما هب من * نفحات قدسكم نسيم فائح وله قصيدة يرثي بها الحسين ع منها قوله:
أفهل أضا نجم بثاقب * فجلى ضياه دجى الغياهب أم نور قبة كربلاء * القدس قد فاقت بجانب وسما بها بسما العلى * سام كبت عنه الكواكب وعلت بها فوق الجنان * مراتبا أعلى المراتب وجاء فيها:
فاخضع لرفع مقامها * واسجد وقبل كل جانب واقرا سلاما للشهيد * بكربلا مثوى الكواكب الحجة الكبر على * كل الأعاجم والأعارب ويقول في آخرها:
لهفي عليه بكربلا * لما قضى عطشان ساغب وبكت له الأفلاك والأملاك * ضجت في المحارب وبكت عليه الكائنات * بأدمع منها سواكب وله من قصيدة مطلعها:
ألم يأن للبتار لا يألف الغمدا * يروي شباه من دما مهج الأعدا ومنها:
سراة بني عدنان من لوليهم * حسين بأرض الطف صاروا له جندا وباعوا على الله العلي نفوسهم * لكي يحفظوه فاشتراها له نقدا رجال لعمري لا يضام نزيلها * وإن نزلوا يوم الحروب تخل سدا هم الصادقون الراشدون لأنهم * قضوا ما عليهم في سجل القضا رشدا وحيث اجتباهم ذو الجلال وخصهم * بمن كان خير المرسلين له جدا قد اتخذوا السمر الرماح معارجا * إلى الله حتى أنهم قارنوا السعدا وزانوا جنان الخلد حين حوتهم * ونالوا بها الرضوان والفوز والخلدا فصار حسين يستغيث ولا يرى * مغيثا سوى رن الحسام على الأعدا يديرهم في دائرات من الردى * دواهي لا تنتجن إلا لهم وردا ومنها:
تروح عليه العاديات وتغتدي * ترضض منه الظهر والصدر والزندا باهلي وبي من جسمه عطر الثرى * ففاق شذاها المسك والند والوردا ومن عجب الأشياء أن كريمه * على رأس رمح يكثر الشكر والحمدا وزينب ما بين النساء من الأسى * تكابد ما أوهى حشاها وما أودى فلله من خطب دهى قلب زينب * تكاد تخر الشم من عظمه هدا علي بن محمد الحماني.
مرت ترجمته في الصفحة 316 من المجلد الثامن وننشر هنا هذه الدراسة عنه مكتوبة بقلم محمد حسين الأعرجي:
كان لعلي بن محمد الحماني أن يلفت نظري بشكل واضح بين آونة وأخرى، وأنا أعد لرسالتي عن شعر الكوفة خلال القرن الثالث، مرة بجرأته النادرة، وثانية بشاعريته. وطالما سالت نفسي عن سر إهمال مصادرنا القديمة المعروفة كالأغاني، ومعجم الأدباء، وطبقات ابن المعتز... ذكره والإشادة به وإنصافه، فلم أجد سببا معقولا لذلك غير اتجاهه السياسي الطاغي على شعره، وانحباسه داخل دائرة الكوفة بعيدا عن دائرتي الضوء: بغداد أو سامراء.