[110] وصرنا في محبتنا حديثا * يهجن شرحه قيسا ولبنى حرف الياء [111] مرت فلم تثن طرفها تيها * يحسدها الغصن في تثنيها تلك تجني التي جننت بها * أعاذني الله من تجنيها (1) [112] إني وصلت مفاخري باب * حاز الفخار وطاول العليا وأجاب داعية وخلفني * وحديثه، فكأنما يحيا وتلوت عمي في تغزله * وشربت ريمن هوى ريا (2) فكأنني هو في صبابته * وكأنه - في حسنها - دنيا (3) [113] كتبها ردا على أبيات بعث بها القاضي أبو محمد الخلادي (4).
مواهب الله عندي لا يوازيها * سعي ومجهود وسعي لا يدانيها لكن أقصى المدى شكري لأنعمه * وتلك أفضل قربى عند مؤتيها والله أسال توفيقا لطاعته * حتى يوافق فعلي أمره فيها وقد أتتني أبيات مهذبة * ظريفة خجلة رقت حواشيها ضمنتها حسن أوصاف وتهنئة * أنت المهنى بباديها وتاليها ودعوة صدرت عن نية خلصت * لا شك فيها أجاب الله داعيها وأنت أوثق موثوق بنيته * وأقرب الناس من حال نرجيها فثق بنيل المنى في كل منزلة * أصبحت تعمرها عندي وتبنيها [114] ألا موت يباع فاشتريه * فهذا العيش ما لا خير فيه (5) ألا موت لذيذ الطعم يأتي * يخلصني من العيش الكريه (6) إذا أبصرت قبرا من بعيد * وددت لو أنني مما يليه (7) ألا رحم المهيمن نفس حر * تصدق بالوفاة على أخيه [115] من ذا ألوم أنا جنيت * فراق من أبكي عليه مما نسب إلى المهلبي [116] فديتك ما شبت من كبرة * وهذي سني وهذا الحساب ولكن هجرت فحل المشيب * ولو قد وصلت لعاد الشباب خليلي إني للتريا لحاسد * وإني على ريب الزمان لواجد أيبقى جميعا شملها وهو ستة * وأفقد من أحببت وهو واحد كذلك من لم تخترمه منية * يرى عجبا فيما يرى ويشاهد [118] ولو أني استزدتك فوق ما بي * من البلوى لأعوزك المزيد ولو عرضت على الموتى حياة * بعيش مثل عيشي لم يريدوا [119] إن العرانين تلقاها محسدة * ولن ترى للئام الناس حساد دموعي فيك انهار غزار * وقلبي ما يقر له قرار وكل فتى علاه ثوب سقم * فذاك الثوب مني مستعار [121] ألست ترى استراق الدهر حظي * وكيف يفيت في أدب الخمول أأبغي العون منه وهو خصمي؟ * كما استبكت ضرائرها الثكول الشيخ حسن الدمستاني البحراني صاحب الأوراد قال في تاريخ البحرين المخطوط:
انتهت إليه رئاسة المذهب في بلدتنا البحرين في قرية الدمستان، تشد الرحال إلى لقائه ويستنشق الفضل من تلقائه، منه تقتبس أنوار أنواع الفنون وعنه تؤخذ أحكام المفروض والمسنون، خطيب البحرين نثار العرب، سيد أهل الأدب ختم به الشعراء والنثارين ومن تتبع كتابه المسمى بأوراد الأبرار علم صدق مقالي.
وله قصائد في المدح والرثاء لم يسبق إلى مثلها سابق ولا يلحقها لاحق، وله تأليفات رائعة، وتصنيفات فائقة، منها كتاب في الفقه، ورسالة في الحج، ورسالة في الزكاة، وكتاب الأجوبة للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، ورسالة في العروض، وأجوبة الزنكبارية، ورسالة في الكلام، وكتاب في المنطق، وكتاب سلاسل النور، وكتاب في الهيئة، وأرجوزة في علم الكلام شرحها شيخنا العلامة الشيخ محمد المدعو بامام الجمعة، ورسالة في الأعداد، ورسالة في قوله ص ستدفن بضعة مني بخراسان ورسالة التنبيه في أوصاف الفقيه وغير ذلك من الرسائل انتهى.
نكرر ما قلناه من أننا نلتزم نقل نصوص صاحب التاريخ بحذافيرها مع كل مبالغاتها وقد نقل له أبياتا من الشعر في مدح الأئمة لم نر نقلها، فان كان شعره الذي وصفه بأنه لم يلحقه به لاحق، ولم يسبقه به سابق، هو على مستوى هذه الأبيات فهو بقوله هذا في بحر المبالغات غارق.