تبيت نساء من أمية نوما * وبالطف قتلى ما ينام حميمها وما ضيع الاسلام إلا قبيلة * بأمر فزكاها ودام نعيمها وعادت قناة الدين في كف ظالم * إذا مال منها جانب لا يقيمها فاقسم لا تنفك نفسي حزينة * وعيني سفوحا لا يجف سجومها حياتي أو تلقى أمية وقعة * ينال بها حتى الممات قرومها لقد كان في أم الكتاب وفي الهدى * وفي الوحي لم ينسخ لقوم علومها فرائض في الميراث قد تعلمونها * يلوح لذي اللب البصير أرومها بها دان من قبل المسيح بن مريم * ومن بعده لما أمر بريمها فاما لكل غير آل محمد * فيقضي بها حكامها وزعيمها وأما لميراث الرسول وأهله * فكل براهم رمها وجسيمها فكيف وضلوا بعد خمسين حجة * يلام على هلك الشراة أديمها أبو محمد هشام بن سالم الجواليقي الجعفي، العلاف الكوفي مولى بشر بن مروان، كان من سبي الجوزجان، عد من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم، وروى عنهما ع، له كتاب الحج، التفسير، المعراج، وثقه كل من ترجم له. روى عنه جمع منهم ابن أبي عمير، صفوان بن يحيى، على بن الحكم، النضر بن سويد، وغيرهم روي الكشي في مدحه روايات.
ومر في الصفحة 266 من المجلد العاشر: هاشم بن سالم من أصحاب الصادق، ولعلهما واحد.
يحيى بن زياد الفراء.
مرت ترجمته في الصفحة 220 من المجلد العاشر وننشر هنا هذه الدراسة عنه مكتوبة بقلم: عبد المنعم محمد جاسم:
من هو الفراء؟.
أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء عالم لغوي فذ، نحوي بارع، تقي ورع، مفسر للقرآن عظيم، تلميذ علي بن حمزة الكسائي، أستاذ أحمد بن يحيى ثعلب.
كوفي النشأة، معتزلي المذهب (1)، كوفي الرأي في الغالب بصري في النادر، يأخذ من وجوه الاعراب أقربها للعقل، وأحلاها للذوق، وأسلمها للغة. لا يلجأ إلى التأويل والتقعير والتعقيد والالتواء الا نادرا ولعل هذا النادر ناتج عن تأثره بعض الشئ بمنهج أصحاب الكلام.
لم يعرف التاريخ عن صباه شيئا سوى ابن خالته القاضي الفقيه محمد بن الحسن الشيباني بالولاء صاحب الامام الأعظم أبي حنيفة النعمان، وولده الشاطر صاحب السكاكين الذي لم يخلد به ذكر أبيه، انما خلد بكتبه التي لا تحصى، وفيض علمه الذي لم ينضب، وشغفه بتفسير القرآن الكتاب السماوي البلاغي العظيم، وغزارة لغته التي حوتها بطون الكتب وحفظتها أمات المصادر، وخلدتها ضخام المجلدات على صفحاتها الطويلة.
تضاربت الروايات في مولده فرواية تؤرخه بعام 140 ه وأخرى تلمح له بعام 144 ه وثالثة تشير له بعام 145 ه ورابعه تثبته بعام 124 ه.
كما اختلفت في وفاته زمانا ومكانا فرواية تقول انه توفي في عام 207 وأخرى تذكر انه عام 209 وثالثة تنص على أنه 204 ورابعة تصرح بأنه عام 187. ولقد رجح الدكتور احمد مكي الأنصاري عام 144 ه ميلادا له، وعام 207 وفاة وعلى هذا يكون عمره ثلاثا وستين سنة. وهو رأي لا يتعدى الصواب.
تجواله في البلدان طويل سريع، فقد نشأ في الكوفة، وذهب إلى البصرة للعلم، وسافر إلى بغداد للمال، ورحل إلى مكة للحج. ناظر وحاجج وناقش. ناظر سيبويه في البصرة فبزه وفاقه، وناقش الكسائي في بغداد فغلبه. وهذا هو الذي ميزه عن شيخه الكسائي كما قال له أبو جعفر الرواسي العالم اللغوي الكوفي الكبير خرج الكسائي إلى بغداد وأنت أميز منه.
اتخذ من الاعتزال مذهبا قربه إلى المأمون في وقت كان للمعتزلة الباع الأطول والشأن الأعظم والمكان الأسمى. فدعاه إلى تأليف كتابه العظيم الذي اسماه الحدود دون لنا فيه حدود النحو جميعا (1).
ويتمثل النحو الكوفي في أغلبه بكتب الفراء كما يتمثل النحو البصري ب كتاب سيبويه، إذ لم نكد نعثر على كتاب جامع مفصل يدون في طياته النحو الكوفي كما قام سيبويه بعمله الجليل حين جمع نحو البصرة في كتابه، وهذا هو الاختلاف الحقيقي بين المدرستين، الا أن الفراء يمثل لقطة نادرة من النحو الكوفي بعد شيخه الكسائي ويتمثل ذلك فيما وصل إلينا من آثاره الموجودة، وفيما يتحدث لنا عن آثاره المفقودة. فكتبه معاني القرآن والأيام والليالي والشهور والمذكر والمؤنث والمقصور والممدود تمثل لنا فيضا غزيرا من الدراسات اللغوية والنحوية والقرآنية يقدم للقارئ دررا من فرائد العربية الغوالي، وأنماطا من كلام مرصع بالماس واللآلئ تغنيه عن حوشي اللغة وغريبها وفاسد الألفاظ ورديئها تلك التي تجعل ذوق القارئ ينبو عنها، وذهنه ينفر منها.
واعترافا منا بفضل سبق البحث للباحثين المتقدمين وتفضيلا لعرض الحقيقة على نصاعتها يجدر بنا القول ان هذا الموضوع قد درسه وبحث فيه تفصيلا لا اجمالا باحثون فضلاء وعلماء أكفاء وأساتذة ثقات لا يرتقي الشك إليهم ومنهم الدكتور مهدي المخزومي والدكتور احمد مكي الأنصاري والدكتور إبراهيم السامرائي، غير أن للفراء آراء أخرى مختلفة لم يتحدثوا فيها بل اكتفوا بذكر المصادر التي تجمعها، وقد جمعت منها هذه المادة الطويلة مستعينا ببعض المصادر هي من أمات كتب النحو واللغة، متوخيا الدقة والأمانة في البحث، راجيا إرضاء القارئ الكريم بإضافة بعض من آراء هذا النحوي الشهير مما لم يطلع عليه.
ما هي آراء الفراء في النحو؟.
باب المبتدأ والخبر ذهب الفراء إلى أن العائد المنصوب يجوز حذفه بشرط أن يكون المبتدأ لفظ كل وأن يكون ناصبة فعلا نحو قوله تعالى وكل وعد الله الحسنى في قراءة من رفع كل وتقديره: وكل وعده الله الحسنى.
كما ذهب إلى أن الاسم المرفوع بعد لولا ارتفع بها نفسها أصالة، لا لأنها نائبة عن الفعل، وعلل ذلك بان لولا حرف مختص بالأسماء والحرف المختص يعمل.