وقال: هي من صلة: فليعبدوا رب هذا البيت. قال: ومعنى لآلاف قريش إيلافهم: يجعل مثل أنبتكم نباتا، رده إلى الأصل.
4 قال الفراء في نحو ان عبد الله قام أقم: ان أضمر مجهولا رفع لا غير، وإذا أضمر غير مجهول رفع ونصب.
قال: والشروط كلها يتقدمها المستقبل والماضي والدائم، وان لا يتقدمها الا مستقبلها.
5 وقال الفراء في قوله تعالى: إن الذين آمنوا والذين هادوا: انما عد أصناف الكفرة، فهم اليهود. قال: وخبر ان في قوله: فلهم اجرهم عند ربهم وهو جزاء.
6 وقال الفراء في قوله تعالى: ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون: اما الصابئون فان رفعه على أنه عطف على الذين، والذين:
حرف على جهة واحدة في رفعه ونصبه وخفضه فلما كان اعرابه واحدا وكان نصب ن ضعيفا وضعفه انه يقع على الاسم ولا يقع على خبره جاز رفع الصابئين. ولا استحب ان أقول: إن عبد الله وزيد قائمان، لتبين الاعراب في عبد الله.
7 وقال الفراء: الاعداد لا يكنى عنها ثانية، فلا أقول: عندي الخمسة الدراهم والستتها، وأقول: عندي الحسن الوجه الجميلة، فأكني عنه، فكل ما كنيت عنه كان مفعولا، وكل ما لم أكن عنه لم يكن مفعولا.
8 وقال الفراء في قوله تعالى: فامنوا خير لكم: فامنوا إيمانا خيرا لكم.
وقال أيضا في قوله تعالى: قل للذين آمنوا يغفروا: هو جزاء، وفيه شئ من الحكاية.
10 وقال أيضا في نحو قولهم أنت رجل قائم يكون صلة ولا يكون صلة، ويكون حالا ولا يكون حالا. وأنت، هو الرجل، والرجل هو أنت.
11 كل ما كان مثل عباس والعباس، وحسن والحسن، فادخال الألف واللام واخراجهما والاسم لا يحتاج إلى الألف واللام، لأنك تقول: هذا زيد الساعة وغدا وأمس، فتكون له الحالات، فإذا قلت الحسن فنزلت الألف واللام فيه فهو للمعهود، فقد خرج إذا سميت به من ذلك الطريق.
12 يجيز الفراء نحو قائم أخوك وهو يريد من قائم فأخوك.
13 قال الفراء في قوله تعالى: هن أطهر لكم ان أطهر نصبت على التقريب، وهو يسمي: هذا زيد القائم، تقريبا أي قرب الفعل به.
14 وقال في نحو: نحن بني، ومعشر، ورهط: هو مثل جميعا فكان العرب حينما تقول: نحن بني فلان أو معشر فلان أو رهط فلان نقول ذاك، معناه: نحن جميعا نقول ذلك.
15 وقال في ما في قوله تعالى: ويختار ما كان الخيرة انها على ضربين، تكون مصدرا، وتكون عائد الألف واللام.
16 وقال أيضا: الايمان ترتفع بجواباتها، وهذا موضع هذا وأنشد:.
لعمر أبي الواشين لا عمر غيرهم لقد كلفوني خطة لا أريدها فتنصب عمر إذا سقط اللام.
17 يجوز عند الفراء ترخيم المندوب وأنشد:
يا فقعسا وأين مني فقعس * أأبلي يأكلها كروس وأصله: يا فقعساه.
18 إذا قالوا من ذا ناته فالفراء يرفع من بذا وذا بمن، وناته جواب الجزاء. كأنه قال من يكن هذا ناته. وإذا أراد الاستفهام قال من ذا فناتيه؟
كأنه قال، من هذا فناتيه.
19 حيث على مذهب الفراء يرفع بها شيئان، لأنها تقوم مقام صفتين، إذ قالوا: حيث زيد عمرو، فالتأويل: مكان يكون فيه زيد يكون فيه عمرو. فضمت لأنها تدل على محذوف مثل قبل وبعد.
20 وقال في قوله تعالى: هل اتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا: تكون أمرا. وقال: وسمعت أعرابيا يقول: هل أنت ساكت. مثله هل أنتم منتهون. هذا استعراض لآراء الفراء في النحو عسى ان ينتفع القارئ الكريم بما قدمته بين يديه، ومن الله التوفيق.
الشيخ يحيى بن محمد الكتكاني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو من اعلام فقهاء هجر والمنبي عن حقائق البشر له كتاب في التاريخ والسير وكانت له عند شاه عباس الصفوي المنزلة العليا والمكانة التي تنافست فيها الدنيا.
مات قدس سره الشريف سنة 999 التاسعة والتسعين وتسعمائة من الهجرة.
يعقوب بن إسحاق الكندي.
مرت ترجمته في الصفحة 307 من المجلد العاشر، وننشر هنا بحثا عنه بعنوان الله والعالم عند الكندي بقلم الدكتور عثمان عيسى شاهين:
تمتاز نظرية الله والعالم عند الكندي بأنها اسلامية متأثرة بأرسطاطاليس ولكنها لم تفقد مع هذا التأثر خصائص القوة والأصالة فيها. فما هي إذن هذه النظرية، وكيف نستطيع ان نتفهمها من ثنايا ما تأدى إلينا من نصوص محققة ومنشورة؟ تمتاز براهين وجود الله عند الكندي بأنها أقرب، في صلتها بالعالم، إلى المحتوى الديني الاسلامي، كما هو الحال عند ابن سينا، وتتضح براهين الكندي هذه بأنها أبعد، إذا ما قيست بما عند الفارابي، عن الأفلاطونية المحدثة. ولكن ليس من السهولة ان يتجاهل الباحث، وهو يتحدث عن إلهيات الكندي وصلتها بالعالم المحدث، وهو يحاول أن يتلمس وجه الأصالة فيها، نظرية المحرك الأبدي الأول عند أرسطاطاليس، هذا المحرك الذي عرفته الفلسفات الإلهية جميعها: مسيحية واسلامية. فما هي إذن طبيعة هذا المحرك، ما هي خصائصه، وإلى أي حد اثر في فهم الله عند الكندي؟.