1 - من المحتمل جدا أن رسالة علي بن المؤيد كانت بخط شمس الدين محمد الآوي، وهو من رجال الدين ومن أدباء الشيعة، وكانت له منزلته لدى علي بن المؤيد.
2 إن الشهيد كان مولعا بشمس الدين محمد الآوي، أكثر مما كان عليه بالنسبة لعلي بن المؤيد، لأن شمس الدين الآوي كان رجلا عالما ومتقيا ولم يكن كذلك علي بن المؤيد الذي كان أميرا، لأن الأمراء مهما كانوا مسلمين ومؤمنين، فإنهم في النهاية حكام. وأن الحاكم يفعل أعمالا بعيدة عن الالتزام الديني.
3 الحقيقة هي أن الشهيد ألف كتاب اللمعة من أجل شمس الدين محمد الآوي، ليستنسخ منه ويقوم بتدريسه ويوزعه بين أبناء الشيعة في منطقة خراسان ولم يؤلفه من أجل علي بن المؤيد.
5 بالرغم من أن علي بن المؤيد هو الذي وقع ذيل الرسالة المرسلة إلى الشهيد، إلا أنه يبدو أن الدافع لارسالها وكتابتها هو شمس الدين محمد الآوي، لأنه كان يريد أن يأتي بأكبر فقهاء الشيعة في ذلك العصر إلى خراسان لنشر المذهب الشيعي بعلمه وثقافته وتقواه وفضيلته في دولة جماعة السربداريين.
6 إن السبب في عدم الاستنساخ من كتاب اللمعة من قبل شمس الدين محمد الآوي أو علي بن المؤيد وتوزيعه في منطقة خراسان ودولة جماعة السربداريين هو أن الكتاب وصل إلى علي بن المؤيد عشية انهيار حكومته ولم تمض أيام حتى استولى تيمور لنك على دولته وتغير كل شئ، حيث قلنا عن لسان الشهيد الثاني، إن تأليف كتاب اللمعة كان في سنة 782 وإن انهيار دولة جماعة السربداريين على أيدي تيمور كان في سنة 783، أي بعد سنة واحدة. ولسنا ندري كم شهرا وكم يوما استغرق وصول الكتاب إلى شمس الدين الآوي وعلي بن المؤيد، وكم من الزمن بقي الكتاب عندهما.
السيد علي باليل الحسيني الجزائري الدورقي (1).
قال حفيده السيد هادي بن السيد ياسين:
توفي سنة 1100 ونيف:
كان الأميرباليل والد السيد علي من أجل أمراء السيد مبارك بن السيد مطلب الحويزي المشعشعي حاكم الحويزة المتوفى 1026 ه، وله مواقف مشهورة في أحداث ووقائع حكومة السيد مبارك. وبعد وفاة السيد مبارك اضطربت الأحوال في الحويزة واختلت الأمور وتفرق السادة والأمراء والمشعشعون، فأم حسن آغا حاكم العرجة والجوازر (2) سبعين فارسا من مشعشعي الحويزة أحدهم الأمير باليل. نقلا عن كتاب الرحلة الحجازية مع التلخيص.
وهكذا انتقل الأمير باليل والد السيد علي من الحويزة إلى منطقة العرجة والجوازر في عشرة الثلاثين بعد الألف للهجرة وعلى هذا يكون السيد علي قد نشأ في تلك المنطقة الجوازر والجزائر ثم إننا نجده مقيما أيام كهولته في الجزائر معاصرا للسيد أبي معتوق شهاب الدين الموسوي الحويزي، ومن أعيان حكومة حسين باشا بن علي باشا الديري حاكم البصرة والجزائر 1078 1057 ه، وفي سنة ألف وست وسبعين هجرية لما تظاهر حسين باشا المذكور بالعصيان على الدولة العثمانية سيروا عليه جيشا قوامه ثمانون ألف مقاتل بقيادة إبراهيم باشا، فحاصروا البصرة والجزائر ستة أشهر، وكان حسين باشا صامدا حتى ضاق صدر إبراهيم باشا، وأخذ يوجه المدافع إلى القلعة المتحصن بها حسين باشا، وشرع بالرمي من طلوع الشمس إلى وقت الزوال فلم تعمل في تلك القلعة فرأى إبراهيم باشا المصلحة بالصلح فأرسل إلى حسين باشا بذلك، فوجه حسين باشا جماعة من أعيانه وفي جملتهم السيد علي بن باليل إلى إبراهيم باشا للمذاكرة في الصلح، وانتهى الأمر بفك الحصار وعودة الجيش العثماني إلى إسطنبول، وفي سنة 1078 ه حاصر الجيش العثماني البصرة والجزائر مرة أخرى وأدى الحصار إلى هزيمة حسين باشا وفرار الأهالي. عن كتاب الرحلة الحجازية للمولى علي خان بن عبد الله