ما هي عليه، وكما هي وليس لنا إلا الحكم بأنه خيانة واضحة للأمانة العلمية، ونقض فاضح لقواعد نشر النصوص، وسنة سيئة قد سنها الدكتور لتبرير التحريف والتلاعب، فعليه وزرها ووزر من عمل بها ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون النحل، 16 25 نسأل الله سبحانه أن يجنبنا ويجنب الناشرين الاستنان بها.
الرضي المؤلف قال السيد صدر الدين شرف الدين:
عالج الشريف الحظ في بعض شعره، ورآه يمشي بأقوام وأن وقفوا ولكنه ما ارتضاه وأن تمناه أحيانا لنفسه التي شدها شدا واعيا إلى الحقائق والقيم رغم تكبيلها إياه بالمقاييس، وتقديمها عليه فاقديها من الجهال المحظوظين.
هو إذن يقحم نفسه المعركة الرهيبة ببطولة ترفض الجبر وتتحمل مسؤولية الحرية والاختيار في كفاح لا تزيده مظاهر النجاحات المصطنعة إلا تمسكا بحقائق الأمور، واحتمالا لهموم الواقع الثقال.
ومهما تكن هذه المشكلة في ذاتها، ومهما يكن موقف الشريف منها، فالشريف ممتحن بها امتحانا يسلكه في عداد الكبار من ضحاياها، وما نهتم به في هذه الكلمة هو العبور من هذه الحكاية إلى إبراز محنته في جوهرها، وتشخيصها في كيفها ونوعها، معنيين بالبرمجة والتنهيج، لا بالنصوص والأحداث.
يحسب الكثيرون امتحان الشريف بالنقاد والمقيمين امتحانا بسيطا لا يعدو اهماله واعطاء غيره عناية أشد، واهتماما أكبر.
هذا خطا فامتحانه مركب يتعدى أمر إهماله المجمل إلى إزاحته عما به يكون، إلى التحدث عن أضعف ما به كان، في تفصيل إليك بيانه:
باحثو الشريف والمتحدثون عنه لا يحفلون منه بغير الشاعر فان تجاوزوا تقييم فنه، أو ضعفت مقاييسهم عن تحديده، ضاعفوا القول فيه بخصال من خصائصه، كطموحه وإبائه وترفعه.
والبحث يقول لنا شيئا كثيرا عن جوانبه هذه، ولكنه يقول لنا شيئا أكثر وأعمق عن عمل المؤسس في الشريف ومحاولاته المجدية في تطويع الحضارة للثقافة القرآنية والفكر الاسلامي.
نستطيع أن نفهم الشريف على حقيقته لا في ديوانه، ولا في طموحه فقط، بل في أعماله التالية:
1 حقائق التنزيل ودقائق التأويل.
2 تلخيص البيان في مجاز القرآن.
3 معاني القرآن.
4 مجازات الآثار النبوية.
5 نهج البلاغة.
6 خصائص الأئمة.
7 تعليق خلاف الفقهاء.
ودع غيرها من أعماله الأدبية في رسائله ومختاراته.
نحن نرى في أعماله هذه تطبيقا لمخطط رسمه غب دراسة وتأمل، ونراه فيها مخططا يطبق منهجه لحماية الاسلام والعربية، في إيمان بهما واندماج أعاناه على الوصول إلى ما فيهما من قوى الثبات والتكيف، فهو إذ ينفتح للثقافات المختلفة يجد موضع الأمان بالقيادة القرآنية القادرة على الاستيعاب والتكييف بوسائل نظامها العالمي الخالد، وإمكانات لغتها الواسعة المرنة، وواضح أن أعماله هذه تركز الثبات في القرآن والحديث وكلام علي والأئمة من بنيه، ثم تترك التطور للاجتهاد يؤدلجه حسب التغيرات بفلسفة الاسلام وثقافته.
ويلاحظ بتقدير وإكبار أن عمل الشريف الضخم هذا موضوعي لا أثر فيه للعصبيات التي كانت تمزق العالم آنذاك.
لا يدخل في منهج هذه الكلمة نقد مؤلفات الشريف هذه، كما لا يدخل في منهجها عقد مقارنة بينه وبين من كتب في موضوعاتها من معاصريه أو ممن سبقهم، فما نريد قوله هو بالضبط: أن الفن الشعري أصغر ما يقاس به بقاء الشريف، وأن لا محيد لقادر الشريف حق قدره عن الرجوع فيه إلى شخصية المؤسس، فمؤلفاته المنهجية تربط ما قبلها بما بعدها ربطا يمنحه درجة قيادية مستمرة، وذلك ما لا يحققه ديوانه ولا رسائله كيفما كان تقدير موهبته وفنه.
فمؤلفاته المنهجية أنشأتها حاجة مرحلة قوي فيها العقل وضعف الحكم، وخيف من خلال التوازن بينهما أن يختل منهج التاريخ، ثم هي في صميم هذا الظرف، تربط ما قبلها بما بعدها ربطا يمنح الشريف درجة قيادية مستمرة.
وذلك ما لا يحققه ديوانه ولا رسائله كيفما كان تقدير موهبته وفنه.
الشيخ محمد بن الشيخ عبد الكريم الكرزكاني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
كان فقيها عالما بصيرا عارفا شاعرا له كتاب اليواقيت وديوان في الغزليات مات في المدينة الطيبة سنة 1230.
الشيخ محمد بن الشيخ علي بن الشيخ عبد النبي بن محمد بن سليمان المقابي البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هكذا قرر شيخنا الأمجد الشيخ أحمد في جوامع الكلم وهو فقيه عصره ومتكلم مصره وله من المؤلفات كتاب: العمدة في الفقه. مات سنة 1114.
الشيخ محمد بن ماجد بن مسعود البحراني.
قال في كتاب تاريخ البحرين المخطوط نقلا عن اللؤلؤة، ونحن نأخذها عنه لأن فيها صورة عن الحياة في تلك الأزمنة:
كان فقيها مجتهدا محققا مدققا دقيق النظر من أعيان علماء البحرين، إماما في الجمعة والجماعة، وله الرسالة المسماة بالصوفية ورسالة في الصلاة صنفها في شيراز للسيد البهي ميرزا صفي بن الميرزا محمد مهدي النسابة وسماها الروضة الصفوية في فقه الصلاة اليومية، والميرزا محمد مهدي المذكور كان شيخ الاسلام في شيراز بعد الشيخ صالح بن عبد الكريم الآتي ذكره، وله أيضا: شكل في مسائل المنطق، قال شيخنا المحدث الصالح الآتي ذكره:
رأيته في أواخر عمره وصليت خلفه مرتين مقتديا به في قرية الماحوز مع استاذنا العلامة الشيخ سليمان الماحوزي وكان صهره على ابنته ووقع بينهما بحث في ذلك اليوم في مسالة فقهية وهي: أن الجبهة جزء من السجود أو أنها غير جزء فلو تليت آية العزيمة على ساجد فهل يكفيه الاستمرار ويرفع ثم يضع.