تقليدهم إلى الشيخ حبيب حتى وافاه الأجل المحتوم في الأحساء سنة 1363 ه.
رحلته إلى الأحساء تعد رحلة الشيخ إلى الأحساء رحلة مهمة لها آثارها في نفوس المؤمنين هناك ولا يزال يتذكرها كبار السن ممن عاصروها.
لقد عاشت الأحساء بعد رحيل السيد ناصر الأحسائي فراغا كبيرا في الزعامة الدينية والمحور القيادي رغم وجود عدد من العلماء هناك، لكن المؤمنين والأفاضل من أهالي الأحساء لم يجدوا من يسد ذلك الفراغ الكبير سوى الشيخ ابن قرين فوقع اختيارهم عليه وكان السيد ناصر في حياته كثيرا ما يرجع مقلديه في المسائل الاحتياطية إليه على ما نقل.
وطلبة أهل الأحساء وبعد ثلاث سنوات من الانتظار وافق على تلبية الطلب، وغادر البصرة متوجها إلى الأحساء بقصد التوطن فيها، ووصل إلى الأحساء في أوائل عام 1361 واحتفى الأحسائيون بمقدمه. ولم يطل الأمر أكثر من سنتين إذ وافاه الأجل سنة 1363 فدفن في مدينة الهفوف، ورثاه الشعراء بقصائدهم فمن ذلك قصيدة للشيخ فرج آل عمران منها:
لبس العلم الأسى بردا قشيبا * وتجلى كاسف اللون كئيبا راقيا في منتدى الحزن على * منبر التأبين يدعو وا حبيبا وا حبيبا كان لي نورا به * اكشف الجهل إذا غطى القلوبا وقصيدة للشاعر ياسين الرمضان منها:
شمس الشريعة والمنير بافقها * وهو الدليل لمن أراد دليلا مصداق معنى الاجتهاد وسره * يستنبط الأحكام والتنزيلا إيها حبيب الله يا مولى الورى * سيدوم حزنك في الزمان طويلا ولا بد أن نشير هنا إلى الاختلاف الواقع في تاريخ وفاة المترجم ففي الذريعة ج 24 ص 234 ذكر أنه توفي سنة 1364 ه، وفي دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ج 3 ص 102 قال الدكتور الفضلي إنه توفي عام 1367 ه والصحيح أن وفاته كانت سنة 1363 ه كما أثبتناه نص على ذلك المتتبع الثبت الشيخ فرج العمران أحد المعاصرين للشيخ حبيب في الأزهار الأرجية ج 2 ص 7، كما نص على ذلك أيضا المؤرخ الحاج محمد علي التاجر البحراني في منتظم الدرين المخطوط.
له من المؤلفات:
1 نعم الزاد ليوم المعاد، رسالة عملية طبعت في النجف.
2 حواشي متفرقة على بعض الكتب.
3 بعض الرسائل وأجوبة المسائل (1).
الشيخ حرز بن علي بن حسين محمود العسكري السهراني الأوالي:
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
المعتصم بربه العلي العالي، هكذا وجدت في كتاب صنفه في مقتل الإمام علي بن أبي طالب ع، وهو من فضلاء أوال ومن بقية أهل الكمال، نحوي بياني متكلم رباني، أخذ الفقه عن علماء عصره وتصدر للافتاء في مصره وله مناقب عظيمة وفضائل كريمة، وهو من شيوخ الإجازات وله بعض الرسائل، مات قدس سره سنة 1111.
الشيخ حسن بن الشيخ حسين من آل عصفور قال في تاريخ البحرين: قال صدر الدين الحسيني في تاريخ فارس في ذكر علماء هذه الطائفة الذين سكنوا في خليج فارس: ومنها علامة الدهر وناموس العصر وهو من أعيان علمائنا ومشاهير فضلائنا، متقنا لعلم الحديث النبوي وما يتعلق به، عارفا بالنحو واللغة، برع في الفقه والأصول، جمع بين المعقول والمنقول، تفقه على أبيه الشيخ حسين العلامة في البحرين، ثم انتقل إلى بلدتنا بوشهر، وبوجوده نظمت بلاد العجم، قال العلامة ميرزا محمد النيشابوري في كتاب إجازات مشايخه: وقد أجازني لسان العصر سيد الوقت المنسلخ عن الهياكل الناسوتية، والمتوصل إلى السبحات اللاهوتية، العارف الرباني، والعالم الصمداني الشيخ حسن البحراني نجل المرحوم المبرور، أمين الشريعة ومفتخر الشيعة سيدنا وأستاذنا الشيخ حسين العلامة من آل عصفور، وهو يروي عن أبيه، وهو عن عمه صاحب الحدائق، إلى أن قال: ومن نظر في كتبهم وكثرة مصنفاتهم وتحقيق مقالاتهم عرف مقدارهم واستحسن آثارهم. وتشرفت بخدمته في أصبهان انتهى كلامه. وقال العارف الرباني الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي وممن أجازني من علماء البحرين الشيخ حسن البحراني نجل المقدس المبرور الشيخ حسين الدرازي من آل عصفور، كان إماما عالما، يلتقط الدرر من كلمه، ويتناثر الجوهر من حكمه، يصلح المذنب القاصي عند ما يلفظ، ويتوب الفاسق العاصي حين ما يعظ، يصدع القلب بخطابه، ويجمع العظام النخرة بجنابه، لو استمع له الصخر لانفلق، والكافر الجحود لآمن وصدق، وكان طلق الوجه، دائم البشر، وحسن المجالسة مليح المحاورة، ولم يزل على قوة حاله حتى انتفع به الناس على اختلاف طبقاتهم، وانتشر صيته وكثرت أتباعه في أقطار الأرض، وشهد له علماء وقته بأنه الامام المفرد كحجة الاسلام السيد محمد باقر الأصفهاني فقال قدس سره: إني لأعلم أن لكل وقت صمدا، وإنك والله صمد هذا الوقت، فتوفى قدس سره سنة 1261 وله من التصانيف رسالة في الفقه، وشرح لطيف على أرجوزة أبيه في علم الكلام وأجوبة مسائل البلدان، وغير ذلك ممن شاع وداع ثم ضاع، وضريحه الشريف في بيته المشهور بالمجلس يزار ويتبرك به، ولأهل بوشهر بقبره اعتقاد عظيم، وله من الأولاد الشيخ أحمد وهو لم يكن من العلماء ولذا لم أذكره.
ونحن كما قلنا من قبل نلتزم نقل نصوص تاريخ البحرين كما هي لتكون صورة واضحة عن ذاك العصر وأساليب كتابه وطريقة تفكيرهم واتجاه آرائهم.
الشيخ حسن علي البدر القطيفي بن عبد الله ولد سنة 1278 في مدينة النجف الأشرف، حيث تربى في ظل والده، ثم توفي عنه والده الذي كان يتولى أمره في مدينة النجف الأشرف، وهو في بداية عمر الشباب فعاد إلى بلده: القطيف.
وأكمل دراسته العلمية على يد الشيخ محمد النمر، المتوفى سنة 1348،