الشيخ يوسف بن الشيخ خلف بن الشيخ عبد علي صاحب الأحباء من آل عصفور.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو من فقهاء عصره كان عالما فاضلا ذكيا سخيا جمع بين العلم والعمل وأخذ الفنون على الوجه الأكمل. تصدر للافتاء والجمعة والجماعة في الفلاحية والمحمرة وهو مجاز عن أبيه عن صاحب الحدائق ولم أجد من تصنيفاته شيئا سوى بعض الحواشي على كتب الحديث. مات قدس سره سنة خمس وخمسين ومائتين بعد الألف، وله من الأولاد: الشيخ خلف وهو من العلماء المتورعين تشرفت بخدمته في سنة 1312 وكان سخيا ورعا تقيا وبيته محل حاجات الطالبين وله من المصنفات أرجوزة في علم الهيئة، ورسالة في الاجماع وغير ذلك من الفوائد.
وتوفي في سنة 1317 وله من العمر عشرون سنة طيب الله مضجعه.
الشيخ يوسف بن علي المقابي البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
صاحب تصانيف البديعة، وكان من أذكياء زمانه وأوجزهم بلاغة وبيان وله تصانيف كثيرة منها كتاب الجواهر الثمينة ومنها كتاب في اثبات العقول مات آخر المحرم سنة 1260.
ملحق بالمستدركات هذه بحوث إذا لم تكن داخلة في باب التراجم فان لها علاقة وثيقة به لذلك جعلناها ملحقا للمستدركات.
صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين تقام في بعض العواصم العربية احتفالات مرور 800 سنة على وقعة حطين التي كانت في 4 تموز 1187 15 ربيع الآخر سنة 583 ه والتي انتهت بهزيمة الصليبيين واسترداد المسلمين للقدس، والتي قاد فيها المسلمين صلاح الدين الأيوبي.
وهذه الوقعة جديرة بكل هذه الاحتفالات، ولكن المغالاة والزعم أنها كانت المعركة الفاصلة في الحرب مع الصليبيين هما ما يتنافى مع حقائق التاريخ.
أصحيح أنه كان لمعركة حطين هذه النتائج التي ينوه بها من ينوه؟ وهل صحيح أنها كانت المعركة الحاسمة في تاريخ الحروب الصليبية؟
أننا سنبسط هنا أمام القارئ هذه الحقائق التاريخية، ونترك له أن يحكم:
لا شك أن النصر في حطين كان نصرا مؤزرا، ولا شك أن ما أسفرت عنه المعركة من استرداد القدس كان إنجازا عظيما. ولكن إلى أي مدى أمكن استغلال هذا النصر، وإلى أي نتيجة عملية وصل؟
اننا نقول مستندين إلى ما سجله مؤرخو تلك الأحداث، ومعتمدين على الوقائع المسلم بها: لقد أضاعت التصرفات التي تلت معركة حطين ما كان يمكن استغلاله من هذا النصر، وأضاعت أية نتيجة عملية حقيقية له!
ويجب أن لا يصرفنا التحمس للمعركة، ولا التصفيق المتواصل لمن قادوها عن التبصر فيما أدت إليه تلك التصرفات من عواقب وخيمة لكل ثمرات النصر. ولا أن ننزلق في تهويمات خيالية، وتفكيرات سطحية تبعدنا عن النظر البعيد في تقليب صفحات تاريخنا.
فما ذا جرى بعد معركة حطين؟
كان المفروض مواصلة الكفاح لاجلاء الصليبيين عن البلاد، فإذا كان استرداد القدس أمنية غالبة تحققت بعد النصر، فليست القدس هي كل الوطن، وأهميتها من حيث الواقع لا تختلف عن أهمية أية مدينة تسترد من الأعداء، ولكن أهميتها تفوق هذا الواقع بما تحتوي من مقدسات إسلامية، وبما ترمز إليه أنها أولى القبلتين وثالث الحرمين، لذلك كان لاستردادها ذاك الصدى العاطفي البعيد. ويبدو أن ذلك الصدى قد خدر تفكير الناس فألهاهم عن التبصر في العواقب.
خدر تفكير الناس يومذاك، وما زال يخدر تفكير معظم الناس حتى اليوم.
جرى بعد حطين: أن صلاح الدين الأيوبي وهو المنتصر في حطين، المعقودة عليه الآمال في مواصلة الزحف لانهاء الاحتلال الأجنبي، واقتلاع آخر جذوره فيها.
أن صلاح الدين هذا بطل حطين، لم يكد يطمئن إلى النصر الرائع في تلك المعركة حتى أسرع إلى القيام بعمل لا يكاد الإنسان يصدقه، لولا أنه يقرأ بعينيه تفاصيله الواضحة فيما سجله مؤرخو تلك الحقبة!
المؤرخون الذين خدرت عقولهم روائع استرداد القدس فذهلوا عما بعده، لم تتخدر أقلامهم فسجلوا الحقائق كما هي. وظل تخدير العقول متواصلا من جيل إلى جيل، تتعامى حتى عما هو كالشمس الطالعة!
حصل بعد حطين أن صلاح الدين الأيوبي آثر الراحة بعد العناء والتسليم بعد التمرد فأسرع يطلب إلى الفرنج إنهاء حالة الحرب وإحلال السلام.
إنهاء حالة الحرب وإحلال السلام، وما وراء ذلك من إعتراف بوجودهم وإقرار لاحتلالهم ودولتهم وسمى ذلك هدنة. ويبدو جليا أن الصليبيين قد استغلوا هذا الطلب أحسن الاستغلال فاشترطوا للقبول بالهدنة أن يعاد إليهم الكثير مما كان قد أخذه صلاح الدين منهم بعد النصر في حطين، ولم تكن القدس بين ما طالبوا به ولا كان من الممكن أن يجيبهم صلاح الدين إلى ذلك لو فعلوا، لأنه لو أجاب لبطل مفعول المخدر وتنبهت العقول.
ووافق الصليبيون على إنهاء حالة الحرب وإحلال السلام، وعقدت الهدنة في 21 شعبان سنة 588 ه وقبض الصليبيون الثمن الباهظ الذي دفعه صلاح الدين لهم لقاء قبولهم بالمهادنة، فأعاد إليهم حيفا ويافا وقيسارية ونصف اللد ونصف الرملة وغير ذلك، حتى لقد صار لهم من يافا إلى قيسارية إلى عكا إلى صور، بل صارت لهم فلسطين إلا أقل القليل ولم يكن لهم ذلك من قبل.
يقول ابن شداد في كتابه الأعلاق الخطيرة في امراء الشام والجزيرة وهو يتحدث عن حيفا ص 177 178: لم تزل في أيدي الفرنج إلى أن فتحها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة ثلاثة وثمانين، فلم تزل في يده إلى أن نزل عنها للفرنج فيما نزل عنه لهم في المهادنة التي وقعت بينه وبينهم، وذلك سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ثم لم تزل بعد في أيديهم.
وقال هو يتحدث عن الرملة واللد ص 173 184: لم تزل في أيديهم إلى أن ملكها وملك معها لد الملك الناصر صلاح الدين يوم الأربعاء ثالث شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
ولم تزل في يده إلى أن وقعت الهدنة بينه وبين الفرنج سنة ثمان وثمانين، فنزل لهم عن البلاد وجعل لد والرملة بينه وبينهم مناصفة.
وقال وهو يتحدث عن يافا ص 259: ولم تزل في أيديهم الفرنج إلى أن فتحها عنوة الملك الناصر صلاح الدين سنة ثمان وثمانين وخمسمائة على يد