أهيفاء ليت القلب ألفى طريقه * فمر على الأصداع مر النعائم (1) أهيفاء لو خليت عقلي في يدي * نزعت عن البيض النحور النواعم أهجرا وقد نم الوشاة بوصلنا * فيا ليت حقا قول أهل النمائم لأن كان حكم الدهر أعلقني بكم * بقصد فان الدهر أعدل حاكم وقال:
أزائر مثوى حيدر وهو ناصب * ومن ذا لأعمال النواصب يقبل أبى الله أن يهدي سواء سبيله * عتلا متى يهلك فللنار يعتل أتحسبني أدعوك شيخ ضلالة * فعقلك عن فهم الضلالة يسفل فدونك فاخدع تابعيك فكلهم * حمار عليه حمله متوحل رحلت إلى كوفان لا الأجر تبتغي * وهل راغب في الأجر من يتسول ولكن لسر قد عرفنا خفيه * ويدرك بعض الغيب من كان يعقل وما ذاك إلا أن ريح موائد * من الغرب أهدتها لأنفك شمال فطرت إليها راكبا كل صعبة * تقود خميسا حيث تحمل يحمل إذا ما هبطتم قرية فثعالب * تعادي على أثر الدجاج وتعسل عجبت لأجلاف عليك تطفلوا * مع العلم منهم أنك المتطفل ألم يكف أن تلقي إلى الكلب كسرة * فيأكلها حتى لأهليه يحمل السيد علي نقي الحيدري بن السيد أحمد:
ولد في الكاظمية سنة 1325، ونشأ في بيت العلم والصلاح، وسار على سنن آبائه وأجداده، وترعرع في ظل والده، وتتلمذ عليه، ثم هاجر إلى النجف الأشرف، ودرس على أبيه أيضا، وعلى الشيخ حسين الرشتي، وحضر أبحاث، الميرزا حسين النائيني، والسيد أبي الحسن الأصفهاني، والشيخ عبد الله المامقاني، والميرزا أبي الحسن المشكيني، والسيد محمود الشاهرودي وغيرهم.
ثم أقام في بغداد فكان من أبرز علمائها.
له من المؤلفات المطبوعة: أصول الاستنباط، وقد ترجم إلى الفارسية، مذهب أهل البيت.
ومن المخطوط: الدوحة الحيدرية. الأمثال القرآنية.
ومن أحفاده: الشهيد السيد فائز الذي أعدمه النظام العراقي سنة 1987 وعمره عشرون سنة.
136: علي بن أسباط بن سالم الكندي، بياع الزطي،.
كوفي من أصحاب الإمامين الرضا والجواد ع، يروي عنهما، كان فطحيا ثم رجع بعد مراسلات جرت بينه وبين علي بن مهزيار، كان ثقة صادق اللهجة، له كتاب الدلائل، والتفسير، والمزار، والنوادر وغيرها، روى عنه جمع منهم موسى بن جعفر البغدادي، ومحمد بن الحسن بن أبي الخطاب، ومحمد بن أيوب الدهاق، وابن فضال، وأحمد بن محمد بن عيسى وغيرهم.
137: الشيخ علي الصحاف بن الشيخ محمد.
توفي في مدينة قم بإيران سنة 1321.
قال الشيخ جعفر الهلالي:
آل الصحاف من الأسر العلمية والأدبية في مدينة الأحساء، توطن بعض أفرادها في العراق في كل من البصرة وسوق الشيوخ. كما توطن قسم منها الكويت، ولا يزال فيها. وتقطن غالبية هذه الأسرة في الأحساء وطنهم الأصلي.
ولد المترجم في مدينة الهفوف عاصمة الأحساء آنذاك، ولم نقف على تاريخ ولادته. ونشأ في مدينة الهفوف مسقط رأسه، وبها أخذ دراسته العلمية على يد رجال من أسرته، منهم والده الشيخ محمد الصحاف، كما أخذ عن غيره من علماء بلده، ولم ندر هل سافر إلى النجف للدراسة العلمية أم لا، وإن كان الغالب من علماء بدله قد درسوا فيها.
له ديوان شعر في مختلف الأغراض والمناسبات، وهو يشتمل على القصائد والتخاميس، وهو الآن عند بعض أحفاده في مدينة الأحساء أو الكويت، وقد ذكر ولد المترجم الشيخ كاظم الصحاف (2) في ترجمته لوالده ديوانه هذا، ولكننا لم يتسن لنا الاطلاع عليه، وما ننقله من شعره هنا فقد نقلناه عن بعض المجاميع الخطية في الأحساء، وقد ذكر بعض أشعار المترجم له السيد هاشم الشخص في مؤلفه عن علماء وأدباء الأحساء.
ويظهر أن الظروف القاسية التي مرت بها بلاد الشاعر دعته إلى مغادرة وطنه والهجرة إلى إيران، وهناك الكثير من علماء هذه المنطقة وما يجاورها قد تركوا أوطانهم وهاجروا بعد أن تعرضوا إلى الامتهان والخوف من كيد الأعداء المتربصين، يجد ذلك كل من تتبع تراجم مجموعة من علماء الأحساء والقطيف والبحرين، الذين عاشوا هذه الظروف القاسية.
وقد خلف أربعة من الأولاد، وهم: الشيخ أحمد، والشيخ حسين، والشيخ كاظم، والملا ناصر، وقد امتهن هذا الأخير الأعمال الحرة، ثم تفرع أخيرا للخطابة عن طريق المنبر الحسيني.
شعره قال يستنهض الإمام المهدي ويرثي الحسين.
ما بال ثارك عن مثارك نازح * ولكم شجاه من الصبابة صادح وإلى م لم تنهض به متطلبا * والسيف في كف انتصارك لائح وشباه يقذف بالشواظ إذا انجلى * كالصبح إلا أنه هو ذابح يا من له الشرف الذي لا يرتقى * من دونه انحط السماك الرامح هلا دريت بان أوج قبابكم * هدمت وقوض من علاها الصالح وشرائع الايمان غير حكمها * مع محكم القرآن جل الفادح فلئن تطل في الغيب غيبتك التي * كبرت وأنت بها خفي واضح فالحق ما في الدار غيرك مطلبا * للطالبين له يد ومنائح (3) أنت الرجا والمرتجى والغوث إذ * عز النصير وقل فيه الناصح حتى م حتى م النوى ابن العسكري * فمتى يلوح لك اللواء اللائح