ومن ناحية أخرى بحقيقة ندرة ما كتب حول موضوع الجواهر والفلزات لا سيما من يعين على تعريف أصلها ومنابعها ومعرفة الجيد منها والردئ وأوزانها النوعية وألوانها وصفاتها الطبيعية والكيميائية فأراد بتأليف هذا الكتاب أن يملأ فراغا في هذا الموضوع الهام فاثرى بذلك الخزانة العربية الاسلامية التراثية بسفر نفيس في بابه ونسيج وحده في فصوله وأبوابه فحق له تخليد الذكر.
7 وأخيرا يؤكد المؤلف في حراره الفردي ومناقشته ومناظراته الشخصية بان مشكلة الإنسان الحقيقية ليست هي في أساسها اقتصادية أو سياسية فحسب إنما هي معضلة روحية أخلاقية وأن المال والثراء والجواهر التي يعتبرها الأغلبية الساحقة بأنها هي زينة الحياة الدنيا إنما هي في الواقع ليست كذلك ولا هي شرطا لتكون عونا في رغد الحياة الأخرى وأن هذا الاغراء والتكالب إن هو إلا مظاهر خلابة تبهر العيون لطلب القوة والسؤدد والغنى الفاني ولكن الغنى الحقيقي الباقي هو غنى النفس بالفضائل الإنسانية ومكارم الأخلاق والقناعة مع التواضع في العيش والعمل للغير ما يريد المرء لنفسه وبذلك السعادة المنشودة.
الشيخ محمد بن أحمد بن الشيخ حسن الدمستاني:
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هذا الشيخ كان فقيها أصوليا جليلا له مقام بين علماء البحرين ولم أجد من تأليفه إلا رسالة في كشف الآيات قال قدس سره في عنوانها الحمد لله الذي من علينا بكشف ديجور الضلال بنور الحق من آيات الكتاب وعرفنا كيفية استنباطها برموز تستحسن وتستطاب إلى أن قال أما بعد فيقول العبد الخاطئ الجاني محمد بن أحمد بن حسن الدمستاني البحراني أنه غير خفي على ذوي الافهام والتميز كثرة احتياج الناس إلى معرفة تفسير كل آية من كتاب الله العزيز وأن الكثير منهم لا يكادون يحيطون بحفظ كل الآيات وأنى لهم ذلك هيهات هيهات لذلك غاص نفر من العلماء الأخيار ذلك البحر الخصم الزخار إلى أن قال وسميته بالجواهر العاليات في كشف الآيات وقال في آخر الرسالة وكان اتمامه عند زوال الشمس يوم الأحد الثالث من شهر رمضان المبارك سنة 1202 الثانية والمأتين بعد الألف، ومات قدس سره سنة 1209،.
الشيخ محمد بن حسين السبعي البحراني:
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
ذكره العلامة الشيخ ياسين البحراني في كشكوله فعظمه وأثنى عليه ونظمه في سلك العلماء وأما الشيخ سليمان الماحوري فذكره في رسالته المعمولة في وجوب الجمعة ونظمه في سلك الشعراء وبالجملة كان قدس سره فاضلا مدققا له كتاب في وجوب الجمعة تخيرا بل استحبابا ورسالة في شرح الأحاديث النبوية وله ديوان كبير مشتمل على خطب وأشعار منه قدس سره وتوفي سنة 1011 من الهجرة.
الشيخ محمد بن حسين السبعي البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو أفضل شعراء المولدين جمع مع الشعر بعض العلوم الأدبية له رسالة في غرائب اللغات ورسالة في العروض وله كتاب في المسائل المتفرقة وهذه الرسالة تدل على طول باعه وكثرة اطلاعه وكتاب في القصائد ومن قصائده البديعة:
أهاجك في جنح من الليل فاحم * حمام بكى فوق الغصون النواعم تذكر ألفا نازحا فبكى له * وأسهر جفني وهو ليس بنائم بكى شجوه فوق الغصون وإنما * بكيت لشجوي لا لشجو الحمائم إلى أن قال:
وسما بني طه نظام فريدة * يدين لها في سبكها كل ناظم ولا عيب فيها غير اني لم أجد * لها من ذوي الافهام اصفاء فاهم ولو شاهد الفحل الفرزدق نظمها * لعاف الذي قد قال في مدح دارم إلى أن قال: يحاكي بها السبعي ما قال جده * سليم الحشا من لذعة غير سالم وصلى إله العرش ما لاح بارق * عليكم وما سحت عيون الغمائم الشيخ محمد بن الشيخ حسين الشويكي البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو الإمام الفاضل والنحرير الكامل اشتغل بالفنون وأقبل على الفقه وصار فريد زمانه في استحضار النصوص وسمع من شيوخ عصره ودخل المصر، ومات فيه سنة 1111 ولم أجد من تصانيفه الا رسالة في مناسك الحج وهو من شيوخ الإجازة كما يعلم من إجازة شيخنا العلامة صاحب الإحياء وذكره الشيخ أحمد فاثنى عليه.
الشيخ محمد بن عبد الله أبو عزيز الخطي البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو من أكابر المشايخ وله تأليفات فائقة منها كتاب النوادر ومنها كتاب الفوائد ومنها كتاب في مقتل إمامنا أبي محمد الحسن بن علي العسكري ع ومنها رسالة في علم العروض وله ديوان معروف، مات سنة 1186.
السيد محمد تقي السبزواري الباشتيني الفشتنقي.
توفي سنة 1312 في شاهرود ودفن فيها وله مزار معروف، وذلك عند رجوعه من زيارة العتبات المقدسة في العراق. السبزواري: نسبة إلى مدينة سبزوار والباشتيني نسبة إلى قرية باشتين من قرى سبزوار، وهي المشهورة سابقا باسم: السربدارية. والفشتنقي نسبة إلى فشتنق من قرى سبزوار.
كان من تلاميذ الشيخ الأنصاري مدة طويلة كتب فيها أربع مجلدات من تقريرات بحثه فقها وأصولا ففي الأصول مجلد تام في مباحث الألفاظ والاجتهاد والتقليد وبعض حجية الظن والاستصحاب وفي الفقه ثلاث مجلدات أولها الصلاة إلى آخر السجود وصلاة الجماعة والصوم إلى كفاراته وثانيها خلل الصلاة وصلاة المسافر والوقف والإجارة والرهن وثالثها أحياء الموات والتجارة كلها عند ولده الميرزا حسين كوجك السبزواري. وأكبر أولاده: السيد محمد علي كان كما يعبر عنه الشيخ آغا بزرگ:
من الأجلاء وأعلام الفضل شارك في المعقول والمنقول، برع في الفقه والأصول والطب والرياضيات والحكمة وغيرها، وكان على جانب كبير من التقوى والزهد والاحتياط والصلاح، وبلغ من ورعه أنه اتخذ بيع الكتب مهنة يعتاش بها للاستغناء عن الحقوق الشرعية. وألف في الفقه كتابا جمع فيه