الديوان، فراوية العجز في شرح المقامات كالآتي: ولا تسق مطبوخا واسق عقارها.
فالهامش مبتور إذن، وهو غير علمي إذ لم يذكرا رقم الجزء والصفحة من شرح المقامات. وهناك أيضا نقص في تخريج القطعة فالأبيات 2 و 3 و 4 و 5 منها وردت أيضا في التشبيهات لابن أبي عون ص 181، ثم إن القطعة كاملة مع اختلاف جوهري في الرواية مثبتة في قطب السرور ص 623 624 وهي أيضا في أنوار الربيع 4 63 والأول والرابع منها في خزانة الأدب لابن حجة الحموي ص 210 وكلها مراجع لم يقف عليها المحققان الفاضلان.
مثال آخر على عدم الدقة يتجلى في القطعة رقم 23 المنشورة في الصفحتين 116 117 فمن مطالعة الهامش رقم 1 ص 116 نجد أن هذه القطعة قد وردت في المصادر التالية الأصل: نهاية الإرب 4 159 والديوان المطبوع 109، والمصون 159، ويتبادر إلى الذهن أن المحققين سيشيران إلى اختلاف الروايات بين هذه المصادر في الهامش حتما. ومن الأمانة أن نقول أنهما أثبتا بعضها فعلا، ومن الأمانة أن نقول أيضا: أنهما أهملا أبرزها. من ذلك أنك تقرأ البيت الثاني وروايته:
قامت مذكرة وقام مؤنثا * فتناهبا الألحاظ بالنظرين وذكر في الهامش رقم 2 ما نصه: في الأصل ونهاية الإرب:
قامت مؤنثة، والتصحيح من الديوان والمصون. ولكن هل هذه رواية المصون حقا؟؟ دعنا نرجع إلى المصون للعسكري ص 159 فما ذا نجد؟
نجد العجز برواية أخرى تماما هي: فتنازعا المهجات باللحظين.
بل ونجد بيتا آخر يليه لا وجود له عند المحققين ونصه:
لا زال من بغض الصيام مبغضا * يوم الخميس إلي والاثنين أكثر من ذلك أن الأبيات الأول والثاني والسابع من هذه القطعة موجودة في قطب السرور ص 703 برواية أخرى لم يقف عليها المحققان الفاضلان. ومن ذلك ما أثبته في الهامش رقم 1 ص 175 ونصه:
البيتان في سحر البيان 164 ونهاية الإرب 3 98 والديوان 67. والأول في خاص الخاص 102.
والصواب والبيتان في خاص الخاص ص 128. ثم إن القطعة 7 المنشورة في ص 90 91 موجودة في مراجع أخرى غير التي ذكرها المحققان الفاضلان هي: أنوار الربيع 4 62 63 وأمالي الزجاجي 102 103 منسوبة لديك الجن وذم الهوى لابن الجوزي 469 471 مع اختلاف في الرواية ولعل في الرجوع إليها فائدة، ثم إن الكلام حول هذه النقطة كثير لا تتسع له مثل هذه الكلمة المقتضبة.
15 في المقدمة التي عقدها المحققان الفاضلان للحديث عن ديك الجن. حياته وديوانه ذكرا في الصفحة التاسعة ما قاله النواجي في حلبة الكميت من أمر لقاء أبي تمام مع ديك الجن في حمص، وقالا: وهذه رواية انفرد بها الشيخ النواجي، وقد لا تكون صحيحة، لأن أبا تمام كان يختلف إلى ديك الجن في حمص إبان نشأته الشعرية ويستفيد منه، فكيف يتخفى عنه؟.
يبدو لي من هذا الكلام أنه قد فاتهما الاطلاع على نص بالغ الأهمية ذكره ابن ظافر الأزدي في بدائع البداءة ص 68 ونصه: أن أبا تمام لقي ديك الجن وهو طفل يلعب، ويدعي قول الشعر، فقال: إن كنت شاعرا كما تقول، فاجز: فرقوا بين من أحب وبيني.
فقال: أبعد أم قرب؟ فقال أبو تمام: بعد، فقال:
مثل بعد السماك والفرقدين.
فقال له: قرب، فقال:
مثل ما بين حاجبي وعيني.
وعلى أية حال فبين هذا النص ونصوص أخرى ذكرت أستاذية ديك الجن لأبي تمام تعارض ظاهر. وهو تعارض كان يستوجب التدقيق والتحقيق.
أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الحلبي المعروف بابن الجلي.
قال السيد عبد العزيز الطباطبائي وبيت الجلي بكسر الجيم المعجمة وتشديد اللام من البيوت العلمية العريقة الشيعية في حلب، أنجبت أعلاما في الفقه، والحديث، والأدب في القرنين الرابع والخامس، منهم أبو الفتح هذا، وأبوه، وجده.
ترجم ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب لأبيه إسماعيل بن أحمد، وقال: حدث بحلب، عن أبيه... وروى عنه ابنه أبو الفتح...
وأخرج من طريقه حديث علي ع: نزلت النبوة يوم الاثنين، وصليت مع النبي ص يوم الثلاثاء.
وترجم له أيضا ابن حجر في لسان الميزان 1 392، ناقلا عن تاريخ ابن أبي طي أنه قال: إمام فاضل في الحديث، وفقه أهل البيت، روى عن أبيه و... توفي سنة 447، ولإسماعيل أسفار في فنون شتى، انتهى..
وأما ابنه أبو الفتح، فقد روى عن أبيه سنة 407، فتقدر ولادته حدود سنة 390، وروى أيضا عن أبي نمير الأسدي عبد الرزاق بن عبد السلام، وروى عنه علي عبد الله بن أبي جرادة العقيلي الحلبي، ونظام الملك الطوسي الوزير، وأبو بكر الخطيب البغدادي.
له ترجمة في أنساب السمعاني الجلي، ووهم فسماه أحمد، والمشتبه 1 168، وتبصير المنتبه 1 342، وتاج العروس 7 262.
له تذييل على نهج البلاغة.
قال ابن أبي الحديد في شرحه 18 225، في حديث ضرار بن ضمرة:
فان الرياشي روى خبره، ونقلته أنا من كتاب عبد الله بن إسماعيل بن أحمد الحلبي، في التذييل على نهج البلاغة.
الشيخ عبد علي بن الشيخ أحمد بن الشيخ إبراهيم البحراني من آل عصفور.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
وهو من أكابر هذه الطائفة فقيها عالما عارفا، تتلمذ على أبيه أحمد قدس سره. وقيل على أخيه صاحب الحدائق.