قم سنة 1405 وكان والده الشيخ عبد الكريم من أهل العلم والفضل. وبعد أن أكمل الدروس الابتدائية في قريته، وتعلم القرآن وبعض ما لا بد منه حضر عند أحد العلماء في قرية مجاورة لقريته.
ثم سافر إلى مدينة قائن حيث كان يوجد فيها مدرسة علمية تسمى المدرسة الجعفرية فانتمى إليها وفي هذه الأثناء كان الحاكم لتلك المنطقة يتصرف في الأوقات على غير وجهها المشروع فاعترض عليه علماء البلدة ومنهم المترجم، فامر الحاكم بجلبه إلى مدينة بيرجند حيث يسكن الحاكم، وعند ما واجهه وعرف أن الاستنكار كان بفعل إيمان الشيخ اعتذر إليه وقدم له مبلغا وهدية رفضهما.
وبعد هذا لم يستقر في بلدة قائن فسافر إلى مشهد الرضا ع وبقي مدة قليلة ثم سافر منها إلى مدينة طهران وحل فيها عدة أشهر. ثم هاجر إلى النجف الأشرف.
وفي النجف حضر لدى عدة من أعلامها منهم: الميرزا حسين النائيني والسيد أبو الحسن الأصفهاني.
وحضر السطوح العالية لدى السيد إبراهيم الشهير بميرزا آغا الإصطهباناتي الشيرازي 1297 1378 ه كما أنه حضر لديه خارجا في الفقه والأصول، ثم استقل بالتدريس فكان من مدرسي النجف البارزين وتخرج عليه من تولوا بعد ذلك التدريس في النجف وقم. وترك مؤلفات منها:
الدرر النجفية، والوجيزة، وكتاب في المتاجر من البيع إلى أحكام الربا، وكتاب في الحج، وكتاب في الوصية، وكتاب النكاح، وكتاب في القضاء والشهادات، ورسالة في الرضاع، ورسالة في الإرث، وشرح استدلالي مختصر على العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي وشرح استدلالي مختصر على تبصرة العلامة الحلي وكتاب جامع في علم الأصول يقع في أربع مجلدات وهذه لا تزال مخطوطة.
أما مؤلفاته المطبوعة فوجيزة في علم الأصول في مسالة الترتب، وكتاب الدرر النجفية في الخمس والزكاة، وحاشية على تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي، ومختصر الدر الثمين في معرفة أصول الدين وغيرها.
تخلف بولده الشيخ علي المقيم في قم وقد درس في النجف ثم في قم. له كتاب معجم مؤلفي الشيعة، وكتاب علم الأصول تاريخا وتطورا، وهما باللغة العربية، وكتاب تدوين القرآن والحديث باللغة الفارسية وغيرها من الكتب المطبوعة. وله بعض المؤلفات المخطوطة.
الشيخ محمد صالح البرغاني (1).
ولد في 25 ذي القعدة سنة 1167 في مدينة برغان بإيران وتوفي سنة 1271 في كربلا ودفن في مقبرة خاصة في الرواق الغربي من الروضة الحسينية جنب الشباك المحاذي للرأس.
هو ابن الشيخ محمد الشهير بملائكة ابن الشيخ محمد تقي بن الشيخ جعفر الطالقاني الموصوف بفرشته ابن الشيخ محمد كاظم الطالقاني.
آل البرغاني هم من أقدم الأسر العلمية وأشهرها. نبغ منهم العديد من العلماء والفضلاء في مختلف العلوم الاسلامية. ويقال أنهم فرع من آل بويه.
واشتهر هذا البيت في القرن العاشر وحتى النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري بال الطالقاني، وقد زار أحد أفاضل أحفادهم الأستاذ عبد الحسين الصالحي طالقان منذ عهد قريب فوجد على ألواح قبور رجال هذا البيت. وعلمائهم منقوش... البويهي الطالقاني، وقد هدم قسم من هذه القبور في قزوين وطالقان، ولا يزال بعضها وموقوفاتهم في طالقان وديلمان موجودا، وعند أحفادهم بعض صكوك هذه الأوقاف. وينتشر أفراد هذا البيت اليوم في كل من العراق وإيران وأوروبا وأمريكا.
واشتهرت هذه الأسرة بال البرغاني في أواخر القرن الثاني عشر ومطلع القرن الثالث عشر الهجري، وأول من اشتهر منهم بالبرغاني هو الشيخ محمد المعروف بالملائكة المتوفى سنة 1200، بعد تسفيره إلى قرية برغان وفرض الإقامة الاجبارية عليه فيها ثم أصبح هذا الاسم عنوانا للأسرة واشتهروا به حين ذاعت أسماء الأشقاء الثلاثة: الشيخ محمد تقي والشيخ محمد صالح والشيخ ملا علي البرغانيين في المحافل الأدبية العلمية في العراق وإيران.
وفي عام 1263 عند ما استشهد الشيخ محمد تقي البرغاني، وهو أكبر الإخوة في المحراب أثناء أداء صلاة الصبح اشتهر هذا البيت بال الشهيد وآل شهيدي، ثم تفرعت هذه الأسرة إلى الفروع الثلاثة: آل الصالحي انتسابا إلى المترجم الشيخ محمد صالح، وآل الشهيدي انتسابا إلى الشيخ محمد تقي، وآل العلوي انتسابا إلى الأخ الثالث علي، واحتفظ بعضهم إلى جانب لقبه الشهيدي بالشهيدي الصالحي، والشهيدي العلوي تفاخرا بعمهم الشهيد.
وقد قال عنهم الشيخ آغا بزرگ في كتابه طبقات أعلام الشيعة:
... وهذه الأسرة من أشرف بيوت العلم، ومن السلاسل الذهبية،...
التي ظهر فيها غير واحد من أعاظم الفقهاء وأساطين الدين... في العلم والزعامة والورع والقداسة... (2).
وقال الدكتور حسين علي محفوظ في كتابه مجموعة تراجم العلماء، عن هذه الأسرة: آل البرغاني من البيوت العلمية العظيمة القديمة في العراق وإيران، التي خدمت العلم والدين اثنى عشر جيلا، وهم ينتسبون إلى آل بويه. أ. ه.
وقد أنجبت فروع هذا البيت الثلاثة: آل صالحي، وآل الشهيدي، وآل العلوي، في كربلاء وقزوين عددا من العلماء، فصلت تراجمهم كتب الرجال المطبوعة والمخطوطة.
وقد أحصى جمعا من أعلام هذا البيت بقيتهم الأستاذ عبد الحسين الصالحي وذكرهم في كتابه المسمى الشموس المضيئة. وأشار إلى أكثر من