ولقد أورد الدكتور بياني في كتابه " نماذج الخطوط قطعة بخط النسخ مع الرقم: " مشقه العبد الأقل محمد محسن الإصفهاني 1157 " وهي منسوبة إلى محمد محسن الإمامي، ولعل لطول عمره سببا في هذه النسبة. وليس معلوما أنها له لأننا لم نجد كلمة " إمامي " في الرقم. كما تنسب إليه كتابة بخط النستعليق موجودة في شرفة إمام زادة إسماعيل، والتي هي في الحقيقة بخط ابنه علي نقي الإمامي.
علي نقي الامامي بن محمد محسن الإمامي:
هو كجده وأبيه في الكتابات في المساجد والأبنية وآثاره موجودة في إصفهان، يعد من خطاطي عهد الشاه سلطان حسين الصفوي، وله خطوط كثيرة في مدرسة الحدائق الأربع وابن الإمام إسماعيل في إصفهان. كما له كتابات موجودة بخط النستعليق.
كان علي نقي يكتب بخط النسخ والرقاع أيضا وتتراوح كتاباته التي بخطه بين 1111 و 1119. ورد في رسالة العتبة المقدسة رقم " 1 " من المجموعة السابقة أن محمد رضا الإمامي وابنه محمد محسن وحفيده علي نقي قاموا بكتابات كثيرة لأبنية إيرانية في حدود قرن كامل من 1039 - 1127، ويعدون من أعظم الخطاطين، كما ذكرت تلك المجلة في الصفحات 123 - 125 خطوط هؤلاء الأعلام الثلاثة في إصفهان ومشهد وقم وقزوين، وأشارت إلى اختصاصهم ومقامهم.
عبد الرحيم الجزائري، إن أكثر خطوط المدرسة السلطانية في إصفهان (الحدائق الأربع) من آثاره، كتبها بخط الثلث الرفيع. كما له كتابات على باب الدخول إلى المدرسة السلطانية المشرف على شارع الحدائق الأربع، وعلى باب آخر في سوق السلطان الطويل بجانب المدرسة مؤرخ بتاريخ 1122، وكتابة في مسجد واقع بشارع الشيخ البهائي بتاريخ 1125، تدل هذه الكتابات على مهارة وفن في عهد السلطان حسين الصفوي.
خطاطون مغمورون في القرن العاشر لم تتيسر لنا معرفة حياة عدد من الخطاطين، إلا أن آثارهم الماثلة تدل على مهارتهم وبراعتهم. من هؤلاء:
محمد بن سلطان شاه الهروي - معين المنشي - شمس الدين علي الشيرازي وله نسخة قرآنية بخطه في مكتبة العتبة المقدسة الرضوية - شمس الدين محمد بن أمير علي التبريزي - يوسف الغباري - أبو سعيد الإمامي - محمد بن أحمد الخليلي التبريزي، وله نسخة قرآنية بخطه في مكتبة العتبة المقدسة الرضوية بقلم المحقق وتوقيع ممتاز، مؤرخة بسنة 981. وسوف نفرض نموذجا لها في فصل المحقق - محمد بن ميرك عليقي الشيرازي - عبد الله بن سلطان محمد الهروي - فخر الدين علي الحسيني - الصيرفي، وهو غير عبد الله الصيرفي المعروف - نظام الإصفهاني - حسن بن محمود سالم - باقر بنا، وأكثر كتاباته واقعة داخل مسجد الشيخ لطف الله بخط ثلث عال ممتاز.
كما أن هناك عددا من الخطاطين من الذين عاشوا في القرن العاشر، وأدركوا القرن الحادي عشر، وهم: درويش مقصود التبريزي أو حاجي مقصود شريف التبريزي - ميرزا علي - سلطانية - حسن بيك التبريزي شاه محمد الأشرفي.
الخطاطون المعروفون في القرنين الحادي عشر والثاني عشر إبراهيم آغا القمي:
محمد إبراهيم ابن محمد نصير القمي من مشاهير الخط النسخي، والذي كان أستاذ ميرزا أحمد التبريزي. إبراهيم آغا من الخطاطين الأعلام والأساطين المشهورين في عهد سلطنة الشاه سليمان والشاه سلطان حسين الصفوي، فهو كان يكتب، بالإضافة إلى الخطوط الأصولية، التعليق والنستعليق والمكسر بغاية من الجودة والبراعة، ومن أفضل ما اشتهر به خط النسخ، إذ يقال إنه كان ينسخ في كل سنة ثلاث نسخ من القرآن ويتعيش من أجرها عيشة مرفهة.
وقد أمضى عمره كله عزبا سخيا، وقد كان حيا سنة 1117، إلا أن تاريخ وفاته غير معلوم.
ميرزا أحمد النيريزي:
هاجر أحمد بن شمس الدين محمد النيريزي في أيام شبابه من نيريز إلى إصفهان، واختار دار إقامته في هذه المدينة بحدود سنة 1100. وقد كان يحظى باحترام الشاه سلطان حسين الصفوي، وبتقدير لدى أمراء عصره وفضلائهم وأصحاب الفن. وكانوا يقبلون على آثاره بمال كثير، حتى قيل إنه جنى من فنه في حياته ستين ألف تومان صفوي.
كان النيريزي ذا شمائل نفسية خاصة، فقد نقل أنه كان يكتفي لعيشه بمبلغ زهيد، بينما ينفق بقية ما يجنيه. وقد قصد في أواخر عمره العتبات العاليات، ولم يتقاعس هناك رغم كبر سنه عن الكتابة، ففي مكتبة سلطنة إيران دعاء بخطه محفوظ في النجف الأشرف، كتبه بتاريخ 1172.
وتبعا لاختصاص النيريزي ببلاط الشاه سلطان حسين (السلطاني) فإنه يكتب بعض الرقم والآثار، كتبها بأمر هذا الملك. وكان قد تعلم خط النسخ في ابتداء حياته لدى إبراهيم القمي، إلا أن منهج خطوطه كان أقرب كثيرا إلى خطوط علاء الدين النيريزي، فقد كان واضع قواعد خاصة لخط النسخ، بل هو الذي قعد أصوله في إيران. وعد النيريزي أشهر أساتذة النسخ في إيران وأعرقهم.
ومن آثار قلمه قاعدة باقية تعد من أندر ما قدمه أستاذ. ومن أهم آثاره:
خمس نسخ من القرآن المجيد في المكتبة السلطانية، يمتاز بعضها بارقى فن كتابة النسخ، مما ليس له نظير، ومع هذه الشهرة الكبيرة فإننا قلما نعرف جزئيات حياته، حتى سنة ولادته وسنة وفاته غير معلومتين بدقة، إلا أن المسلم به أنه عمل خطاطا بين 1096 - 1152، أي كان اسمه لامعا أكثر من نصف قرن، وأنه توفي عجوزا.
محمد الهادي الإصفهاني:
هو ابن الملا محمد صالح المازندراني، ويعد من زمرة العلماء والزهاد، ومن ألمع خطاطي الخط النسخي، وقد كان من معاصري إبراهيم آغا القمي ومن أتباعه في منهجه وقواعده. أمضى حياته في إصفهان وانتهت حياته في المدينة المذكورة في أثناء فتنة الأفغان في سنة 1135.
القرنان الثاني عشر والثالث عشر هاشم آغا الإصفهاني:
هو محمد هاشم بن محمد صالح اللؤلؤي الإصفهاني، المعروف بزرگر (الذهبي) (والد ميرزا محمد علي محرم، وجد عبد الوهاب محرم اليزدي شاعر السلالة القاجارية). وهو من أساطين خط النسخ المعهودين في القرنين الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر، وقد حظي في زمانه بشهرة طبقت آفاق الأمصار الاسلامية، حتى إن الشعراء كانوا يمدحونه بحسن خطه. وقد كان في