إليك فقال لهم أخطأتهم وجه الرأي وأخطأت في مشاورتكم هل كان عبد الله أخي لو جهد نفسه وولى الأمور برأيه بالغا عشر ما بلغه له طاهر وقد محصته وبحثت عن رأيه فما رأيته يميل إلى غدر به ولا طمع فيما سواه ولو أجاب إلى طاعتي وانصرف إلى ثم ناصبني أهل الأرض ما اهتممت بأمر ولوددت أنه أجاب إلى ذلك فمنحته خزائني وفوضت إليه أمرى ورضيت أن أعيش في كنفه ولكني لا أطمع في ذلك منه فقال له السندي صدقت يا أمير المؤمنين فبادر بنا إلى هرثمة فإنه يرى ألا سبيل عليك إذا خرجت إليه من الملك وقد ضمن إلى أنه مقاتل دونك إن هم عبد الله بقتلك فاخرج ليلا في ساعة قد نوم الناس فيها فانى أرجو أن يغبى على الناس أمرنا وقال أبو الحسن المدائني لما هم محمد بالخروج إلى هرثمة وأجابه إلى ما أراد اشتد ذلك على طاهر وأبى أن يرفه عنه ويدعه يخرج وقال هو في حيزى والجانب الذي أنا فيه وأنا أخرجته بالحصار والحرب حتى صار إلى طلب الأمان ولا أرضى أن يخرج إلى هرثمة دوني فيكون الفتح له ولما رأى هرثمة والقواد ذلك اجتمعوا في منزل خزيمة بن خازم فصار إليهم طاهر وخاصة قواده وحضرهم سليمان بن المنصور ومحمد بن عيسى بن نهيك والسندي بن شاهك وأداروا الرأي بينهم ودبروا الامر وأخبروا طاهرا انه لا يخرج إليه أبدا وانه إن لم يجب إلى ما سأل لم يؤمن أن يكون الامر في أمره مثله في أيام الحسين بن علي بن عيسى ابن ماهان فقالوا له يخرج ببدنه إلى هرثمة إذ كان يأمن به ويثق بناحيته وكان مستوحشا منك ويدفع إليك الخاتم والقضيب والبردة وذلك الخلافة ولا تفسد هذا الامر واغتنمه إذ يسره الله فأجاب إلى ذلك ورضى به ثم قيل إن الهرش لما علم بالخبر أراد التقرب إلى طاهر فخبره ان الذي جرى بينهم وبينه مكر وان الخاتم والبردة والقضيب تحمل مع محمد إلى هرثمة فقبل طاهر ذلك منه وظن أنه كما كتب به إليه فاغتاظ وكمن حول قصر أم جعفر وقصور الخلد كمناء بالسلاح ومعهم العتل والفؤوس وذلك ليلة الأحد لخمس بقين من المحرم سنة 198 وفى الشهر السرياني خمسة وعشرون من أيلول فذكر الحسن بن أبي سعيد قال أخبرني
(٧٩)