فأتى البريد بعد أيام بقتلهما جميعا (قال أبو جعفر) وقتل ليلة الأربعاء بعد العتمة بساعة لأربع خلون من شوال وقيل بل قتل ليلة الخميس فكانت خلافته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وثلاثة أيام وقتل يوم قتل وهو فيما قيل ابن أربعين سنة وكان ولد بفم الصلح في شوال من سنة 206 وكان أسمر حسن العينين خفيف العارضين نحيفا * ذكر الخبر عن بعض أمور المتوكل وسيرته * * ذكر عن مروان بن أبي الجنوب أبى السمط أنه قال أنشدت أمير المؤمنين فيه شعرا وذكرت الرافضة فيه فعقد لي على البحرين واليمامة وخلع على أربع خلع في دار العامة وخلع على المنتصر وأمر لي بثلاثة آلاف دينار فنثرت على رأسي وأمر ابنه المنتصر وسعدا الايتاخى يلقطانها لي ولا أمس منها شيئا فجمعاها فانصرفت بها قال والشعر الذي قال فيه ملك الخليفة جعفر * للدين والدنيا سلامه لكم تراث محمد * وبعدلكم تنفى الظلامة يرجو التراث بنو البنات * وما لهم فيها قلامه والصهر ليس بوارث * والبنت لا ترث الإمامة ما للذين تنحلوا * ميراثكم إلا الندامة أخذ الوراثة أهلها * فعلام لومكم علامه لو كان حقكم لها * قامت على الناس القيامة ليس التراث لغيركم * لا والاله ولا كرامة أصبحت بين محبكم * والمبغضين لكم علامه ثم نثر على رأسي بعد ذلك لشعر قلته في هذا المعنى عشرة آلاف درهم * وذكر عن مروان بن أبي الجنوب أنه قال لما استخلف المتوكل بعثت بقصيدة مدحت فيها ابن أبي دؤاد إلى ابن أبي دؤاد وكان في آخرها بيتان ذكرت فيهما أمر ابن الزيات وهما
(٣٩٧)