ابن محمد بن عبد الله بن حرب كذبت بل أنت رئيس القوم وقد رأيناك تعبيهم بباب حرب وفى المدينة وباب الشأم فقال ما كنت لهم برأس وانما أنا رجل منهم طلبت ما طلبوا فأعاد عليه الحسين الشتم وأمر بصفعه فصفع وأمر بسحبه فسحب بقيوده إلى أن أخرج من الدار وشتمه كل من لحقه ودخل طاهر بن محمد إلى أبيه فأخبره خبره وحمل عبدان على بغل ومضى به إلى الحبس وحمل ابن الخليل في زورق عبر به إلى الجانب الشرقي وصلب وأمر بعبدان فجرد وضرب مائة سوط بثمارها وأراد الحسين قتله فقال لمحمد بن نصر ما ترى في ضربه خمسين سوطا على خاصرته فقال له محمد هذا شهر عظيم ولا يحل لك أن تصنع به هذا فأمر به فصلب حيا وحمل على سلم حتى صلب على الجسر وربط بالحبال فاستسقى بعد ما صلب فمنعه الحسين فقيل له ان شرب الماء مات قال فاسقوه إذا فسقوه فترك مصلوبا إلى وقت العصر ثم حبس فلم يزل في الحبس يومين ثم مات اليوم الثالث مع الظهر وأمر بصلبه على الخشبة التي كان صلب عليها ابن الخليل ودفع ابن الخليل إلى أوليائه فدفن (وفى رجب) من هذه السنة خلع المعتز المؤيد أخاه من ولاية العهد بعده * ذكر الخبر عن سبب خلعه إياه * كان السبب في ذلك فيما بلغنا أن العلاء بن أحمد عامل أرمينية بعث إلى إبراهيم المؤيد بخمسة آلاف دينار ليصلح بها أمره فبعث ابن فرخانشاه إليها فأخذها فأغرى المؤيد الأتراك بعيسى بن فرخانشاه وخالفهم المغاربة فبعث المعتز إلى أخويه المؤيد وأبى أحمد فحبسهما في الجوسق وقيد المؤيد وصيره في حجرة ضيقة وأدر العطاء للأتراك والمغاربة وحبس كنجور حاجب المؤيد وضربه خمسين مقرعة وضرب خليفته أبا الهول خمسمائة سوط وطوف به على جمل ثم رضى عنه وعن كنجور فصرف إلى منزله * وقد ذكر أنه ضرب أخاه المؤيد أربعين مقرعة ثم خلع بسامرا يوم الجمعة لسبع خلون من رجب وخلع ببغداد يوم الأحد لاحدى عشرة خلت من رجب وأخذت رقعة بخطه بخلع نفسه ولست بقين من رجب
(٥٠٤)