فأرسل إليهم المأمون يوم السبت فيما ذكر لخمس خلون من صفر سنة 210 فأمر المأمون بإبراهيم بن عائشة أن يقام ثلاثة أيام في الشمس على باب دار المأمون ثم ضربه يوم الثلاثاء بالسياط ثم حبسه في المطبق ثم ضرب مالك بن شاهي وأصحابه وكتبوا للمأمون أسماء من دخل معهم في هذا الامر من القواد والجند وسائر الناس فلم يعرض المأمون لاحد ممن كتبوا به ولم يأمن أن يكونوا قد قذفوا أقواما براء وكانوا اتعدوا أن يقطعوا الجسر إذا خرج الجند يتلقون نصر بن شبث فغمز بهم فأخذوا ودخل نصر بن شبث بعد ذلك وحده ولم يوجه إليه أحد من الجند فأنزل عند إسحق بن إبراهيم ثم حول إلى مدينة أبى جعفر (وفيها) أخذ إبراهيم بن المهدى ليلة الأحد لثلاث عشرة من ربيع الآخر وهو متنقب مع امرأتين في زي امرأة أخذه حارس أسود ليلا فقال من أنتن وأين تردن في هذا الوقت فأعطاه إبراهيم فيما ذكر خاتم ياقوت كان في يده له قدر عظيم ليخليهن ولا يسألهن فلما نظر الحارس إلى الخاتم استراب بهن وقال هذا خاتم رجل له شأن فرفعهن إلى صاحب المسلحة فأمرهن أن يسفرن فتمنع إبراهيم فجبذه صاحب المسلحة فبدت لحيته فرفعه إلى صاحب الجسر فعرفه فذهب به إلى باب المأمون فأعلم به فأمر بالاحتفاظ به في الدار فلما كان غداة الاحد أقعد في دار المأمون لينظر إليه بنو هاشم والقواد والجند وصيروا المقنعة التي كان متقبا بها في عنقه والملحفة التي كان ملتحفا بها في صدره ليراه الناس ويعلموا كيف أخذ فلما كان يوم الخميس حوله المأمون إلى منزل أحمد بن أبي خالد فحبسه عنده ثم أخرجه المأمون معه حيث خرج إلى الحسن بن سهل بواسط فقال الناس ان الحسن كلمه فيه فرضى عنه وخلى سبيله وصيره عند أحمد بن أبي خالد وصير معه ابن يحيى بن معاذ وخالد بن يزيد بن مزيد يحفظانه الا أنه موسع عليه عنده أمه وعياله ويركب إلى دار المأمون وهؤلاء معه يحفظونه (وفى هذه السنة) قتل المأمون إبراهيم بن عائشة وصلبه * ذكر الخبر عن سبب قتله إياه * كان السبب في ذلك أن المأمون حبس ابن عائشة ومحمد بن إبراهيم الإفريقي
(١٧٥)