على عسكره وتسميته إياه أمير المؤمنين وسلم الفضل بن سهل عليه بذلك وصح عنده الخبر عن قتل طاهر عبد الرحمن بن حبلة الا بناوي وغلبته على عسكره دعا الفضل بن سالم فعقد له في رجب من هذه السنة على الشرق من جبل همذان إلى جبل سقينان والتبت طولا ومن بحر فارس والهند إلى بحر الديلم وجرجان عرضا وجعل له عماله ثلاثة آلاف ألف درهم وعقد له لواء على سنان ذي شعبتين وأعطاه علما وسماه ذا الرئاستين فذكر بعضهم أنه رأى سيفه عند الحسن بن سهل مكتوبا عليه بالفضة من جانب رئاسة الحرب ومن الجانب الآخر رئاسة التدبير فحمل اللواء علي بن هشام وحمل العلم نعيم بن حازم وولى الحسن بن سهل ديوان الخراج (وفى هذه السنة) ولى محمد بن هارون عبد الملك بن صالح بن علي على الشأم وأمره بالخروج إليها وفرض له من رجالها جنودا يقاتل بها طاهرا وهرثمة * ذكر الخبر عن سبب توليته ذلك * ذكر داود بن سليمان أن طاهرا لما قوى واستعلى أمره وهزم من هزم من قواد محمد وجيوشه دخل عبد الملك بن صالح على محمد وكان عبد الملك محبوسا في حبس الرشيد فلما توفى الرشيد وأفضى الامر إلى محمد أمر بتخلية سبيله وذلك في ذي القعدة سنة 139 فكان عبد الملك يشكر ذلك لمحمد ويوجب به على نفسه طاعته ونصيحته فقال يا أمير المؤمنين إني أرى الناس قد طمعوا فيك وأهل العسكرين قد اعتمدوا ذلك وقد بذلت سماحتك فان أتممت على أمرك أفسدتهم وأبطرتهم وان كففت أمرك عن العطاء والبذل أسخطتهم وأغضبتهم وليس تملك الجنود بالامساك ولا يبقى ثبوت الأموال على الانفاق والسرف ومع هذا فان جندك قد رعبتهم الهزائم ونهكتهم وأضعفتهم الحرب والوقائع وامتلأت قلوبهم هيبة لعدوهم ونكولا عن لقائهم ومناهضتهم فان سيرتهم إلى طاهر غلب بقليل من معه كثيرهم وهزم بقوة نيته ضعف نصائحهم ونياتهم وأهل الشأم قوم قد ضرستهم الحروب وأدبتهم الشدائد وجلهم منقاد إلى مسارع إلى طاعتي فان وجهني أمير المؤمنين اتخذت له منهم جندا يعظم نكايتهم في عدوه ويؤيد الله بهم أولياءه
(٣٢)