ابن طاهر فكتب * أما بعد فان أمير المؤمنين يوجب لك مع كل فائدة ونعمة تهنئتك بمواهب الله وتعزيتك عن ملمات اقداره وقد قضى الله في محمد بن إبراهيم مولى أمير المؤمنين ما هو قضاؤه في عباده حتى يكون الفناء لهم والبقاء له وأمير المؤمنين يعزيك عن محمد بما أوجب الله لمن عمل بما امره به في مصائبه من جزيل ثوابه وأجره فليكن الله وما قربك منه أولى بك في أحوالك كلها فان مع شكر الله مزيده ومع التسليم لأمر الله رضاه وبالله توفيق أمير المؤمنين والسلام (وفى هذه السنة) توفى الحسن بن سهل في قول بعضهم في أول ذي الحجة منها وقال قائل هذه المقالة مات محمد بن إسحاق بن إبراهيم في هذا الشهر لأربع بقين منه * وذكر عن القاسم بن أحمد الكوفي قال كنت في خدمة الفتح بن خاقان في سنة 235 وكان الفتح يتولى للمتوكل أعمالا منها أخبار الخاصة والعامة بسامرا والهاروني وما يليها فورد كتاب إبراهيم بن عطاء المتولي الاخبار بسامرا يذكر وفاة الحسن بن سهل وأنه شرب شربة دواء في صبيحة يوم الخميس لخمس ليال بقين من ذي القعدة من سنة 235 أفرطت عليه وانه توفى في هذا اليوم وقت الظهر وان المتوكل أمر بتجهيز جهازه من خزائنه فلما وضع على سريره تعلق به جماعة من التجار من غرماء الحسن بن سهل ومنعوه من دفنه فتوسط أمرهم يحيى بن خاقان وإبراهيم بن عتاب ورجل يعرف ببرغوث فقطعوا أمرهم ودفن فلما كان من الغد ورد كتاب صاحب البريد بمدينة السلام بوفاة محمد بن إسحاق ابن إبراهيم بعد الظهر يوم الخميس لخمس خلون من ذي الحجة فجزع عليه المتوكل جزعا وقال تبارك الله وتعالى كيف توافت منية الحسن ومحمد بن إسحاق في وقت واحد (وفيها) أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره وان يمنع الناس من اتيانه فذكر ان عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق فهرب الناس وامتنعوا من المصير إليه وحرث ذلك الموضع وزرع ما حواليه (وفيها) استكتب المتوكل عبيد الله بن يحيى بن خاقان
(٣٦٥)