أصحاب عبد العزيز فانهزموا ووضع أصحاب مفلح فيهم السيف فقتلوا وأسروا وأقبل عبد العزيز معينا لأصحابه فانهزم بانهزام أصحابه وترك الكرج ومضى إلى قلعة له في الكرج يقال له دز متحصنا بها ودخل مفلح الكرج فأخذ جماعة من آل أبي دلف أسرا وأخذ نساء من نسائهم يقال إنه كان فيهم أم عبد العزيز فأوثقهم وذكر أنه وجه سبعين حملا من الرؤس إلى سامرا واعلاما كثيرة * وشخص فيها موسى بن بغا من سامرا إلى همذان فنزلها (وفيها) خلع المعتز على بغا الشرابي في شهر رمضان وألبسه التاج والوشاحين فخرج فيهما إلى منزله (وفيها) قتل وصيف التركي وذلك لثلاث بقين من شوال منها وكان السبب في ذلك فيما ذكر أن الأتراك والفراغنة والأشروسنية شغبوا وطلبوا أرزاقهم لأربعة أشهر فخرج إليهم بغا ووصيف وسيما الشرابي في نحو من مائة انسان من أصحابهم فكلمهم وصيف وقال ما تريدون قالوا أرزاقنا فقال خذوا ترابا وهل عندنا مال وقال بغا نعم نسأل أمير المؤمنين في ذلك ونتناظر في دار اشناس وينصرف عنكم من ليس منكم فدخلوا دار اشناس ومضى سيما الشرابي منصرفا إلى سامرا ثم تبعه بغا لاستثمار الخليفة في اعطائهم وكان وصيف في أيديهم فوثب عليه بعضهم فضربه بالسيف ضربتين ووجأه آخر بسكين فاحتمله نوشرى بن طاجبك وهو أحد قواده إلى منزله فلما أبطأ عليهم بغا ظنوا أنهم في التعبية عليهم فاستخرجوه من منزل نوشرى فضربوه بالطبرزينات حتى كسروا عضديه ثم ضربوا عنقه ونصبوا رأسه على محراك تنور وقصدت العامة بسامرا الانتهاب لمنازل وصيف وولده فرجع بنو وصيف فمنعوا منازلهم ثم جعل المعتز ما كان إلى وصيف من الأمور إلى بغا الشرابي وفى يوم الفطر من هذه السنة قتل بندار الطبري * ذكر سبب قتله * فكان سبب ذلك أنه حكم بالبوازيج محكم يدعى مساور بن عبد الحميد في رجب من هذه السنة فوجه المعتز إليه في شهر رمضان ساتكين فمال إلى ناحية طريق خراسان فوجه محمد بن عبد الله إليه وذلك أن طريق خراسان كان إليه بندار
(٥١٤)