يحسن عونك وتوفيقك ورشدك وكلاءك وأن ينزل عليك فضله ورحمته بتمام فضله عليك وكرامته لك حتى يجعلك أفضل أمثالك نصيبا وأوفرهم حظا وأسناهم ذكرا وأمرا وأن يهلك عدوك ومن ناوأك وبغى عليك ويرزقك من رعيتك العافية ويحجز الشيطان عنك ووساوسه حتى يستعلى أمرك بالعز والقوة والتوفيق إنه قريب مجيب * وذكر أن طاهرا لما عهد إلى ابنه عبد الله هذا العهد تنازعه الناس وكتبوه وتدارسوه وشاع أمره حتى بلغ المأمون فدعا به وقرئ عليه فقال ما بقى أبو الطيب شيئا من أمر الدين والدنيا والتدبير والرأي والسياسة وإصلاح الملك والرعية وحفظ البيضة وطاعة الخلفاء وتقويم الخلافة إلا وقد أحكمه وأوصى به وتقدم وأمر أن يكتب بذلك إلى جميع العمال في نواحي الأعمال وتوجه عبد الله إلى عمله فسار بسيرته واتبع أمره وعمل بما عهد إليه (وفى هذه السنة) ولى عبد الله بن طاهر إسحاق بن إبراهيم الجسرين وجعله خليفته على ما كان طاهر أبوه استخلفه فيه من الشرط وأعمال بغداد وذلك حين شخص إلى الرقة لحرب نصر بن شبث (وحج) بالناس في هذه السنة عبيد الله بن الحسن وهو والى الحرمين * ثم دخلت سنة سبع ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك خروج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ببلاد عك من اليمن يدعو إلى الرضى من آل محمد صلى الله عليه وسلم * ذكر الخبر عن سبب خروجه * وكان السبب في خروجه أن العمال باليمن أساؤا السيرة فبايعوا عبد الرحمن هذا فلما بلغ ذلك المأمون وجه إليه دينار بن عبد الله في عسكر كثيف وكتب معه بأمانة فحضر دينار بن عبد الله الموسم وحج فلما فرغ من حجه سار إلى اليمن حتى أتى عبد الرحمن فبعث إليه بأمانة من المأمون فقبل ذلك ودخل ووضع يده
(١٦٨)