أربعمائة وقتل وجرح من أصحابه مثل ذلك وكان حمدويه وعمرو وزيرك يغادونه القتال ويراوحونه وكان السور من قبل المدينة ذليلا ومن القرار نحوا من عشرين ذراعا وكانت الجماعة من أصحاب ابن البعيث يتدلون بالحبال معهم الرماح فيقاتلون فإذا حمل عليهم من أصحاب السلطان لجؤا إلى الحائط وكانوا ربما فتحوا بابا يقال له باب الماء فيخرج منه العدة يقاتلون ثم يرجعون ولما قرب بغا الشرابي من مرند بعث فيما ذكر عيسى بن الشيخ بن السليل الشيباني ومعه أمانات لوجوه أصحاب ابن البعيث ولابن البعيث أن ينزلوا وينزل على حكم أمير المؤمنين وإلا قاتلهم فان ظفر بهم لم يستبق منهم أحدا ومن نزل فله الأمان وكان عامة من مع ابن البعيث من ربيعة من قوم عيسى بن الشيخ فنزل منهم قوم كثير بالحبال ونزل ختن ابن البعيث على أخته أبو الأغر * وذكر عن أبي الأغر هذا أنه قال ثم فتحوا باب المدينة فدخل أصحاب حمدويه وزيرك وخرج ابن البعيث من منزله هاربا يريد أن يخرج من وجه آخر فلحقه قوم من الجند معهم منصور قهرمانه وهو راكب دابة يريد أن يصير إلى نهر عليه رحى ليستخفى في الرحى وفى عنقه السيف فأخذه أسيرا وانتهب الجند منزله ومنازل أصحابه وبعض منازل أهل المدينة ثم نودي بعد ما انتهب الناس برئت الذمة ممن انتهب وأخذوا له أختين وثلاث بنات وخالته والبواقي سراري فحصل في يد السلطان من حرمه ثلاث عشرة امرأة وأخذ من وجوه أصحابه المذكورين نحو من مائتي رجل وهرب الباقون فوافاهم بغا الشرابي من غد فنادى مناديه بالمنع من النهب فكتب بغا الشرابي بالفتح لنفسه * وخرج المتوكل فيها إلى المدائن في جمادى الأولى (وحج) في هذه السنة إيتاخ وكان والى مكة والمدينة والموسم ودعى له على المنابر * ذكر الخبر عن سبب حجه في هذه السنة * ذكر أن إيتاخ كان غلاما خزريا لسلام الأبرش طباخا فاشتراه منه المعتصم في سنة 199 وكان لايتاخ رجلة وبأس فرفعه المعتصم ومن بعده الواثق حتى ضم إليه من أعمال السلطان أعمالا كثيرة وولاه المعتصم معونة سامرا مع إسحاق بن إبراهيم وكان من قبله رجل ومن قبل إسحاق رجل وكان من أراد المعتصم أو
(٣٥٠)