فاعلم ذلك واكتب إلى عمالك على نواحي عملك بنسخة كتاب أمير المؤمنين هذا ومرهم بقراءته على من قبلهم من المسلمين وترغيبهم في الجهاد وحثهم عليه واستنفارهم إليه وتعريفهم ما جعل الله من الثواب لأهله ليعمل ذوو النيات والحسبة والرغبة في الجهاد على حسب ذلك في النهوض إلى عدوهم والخفوف إلى معاونة اخوانهم والذياد عن دينهم والرمي من وراء حوزتهم بموافاة عسكر وصيف مولى أمير المؤمنين ملطية في الوقت الذي حده أمير المؤمنين لهم إن شاء الله والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وكتب أحمد بن الخصيب لسبع ليال خلون من المحرم سنة ثمان وأربعين ومائتين وصير على ما ذكر على نفقات عسكر وصيف والمغانم والمقاسم المعروف بأبي الوليد الجريري البجلي وكتب معه المنتصر كتابا إلى وصيف يأمره بالمقام ببلاد الثغر إذا هو انصرف من غزاته أربع سنين يغزو في أوقات الغزو منها إلى أن يأتيه رأى أمير المؤمنين (وفى هذه السنة) خلع المعتز والمؤيد أنفسهم وأظهر المنتصر خلعهما في القصر الجعفري المحدث * ذكر الخبر عن خلعهما أنفسهما * ذكر أن محمدا المنتصر بالله لما استقامت له الأمور قال أحمد بن الخصيب لوصيف وبغا انا لا نأمن الحدثان وأن يموت أمير المؤمنين فيلي الامر المعتز فلا يبقى منا باقية ويبيد خضراءنا والرأي أن نعمل في خلع هذين الغلامين قبل أن يظفرا بنا فجد الأتراك في ذلك وألحوا على المنتصر وقالوا يا أمير المؤمنين تخلعهما من الخلافة وتبايع لابنك عبد الوهاب فلم يزالوا به حتى فعل ولم يزل مكرما المعتز والمؤيد على ميل منه شديد إلى المؤيد فلما كان بعد أربعين يوما من ولايته أمر بإحضار المعتز والمؤيد بعد انصرافهما من عنده فأحضرا وجعلا في دار فقال المعتز للمؤيد يا أخي لم ترانا أحضرنا فقال يا شقي للخلع فقال لا أظنه يفعل بنا ذلك فبينا هم كذلك إذ جاءهم الرسل بالخلع فقال المؤيد السمع والطاعة وقال المعتز ما كنت لافعل فان أردتم القتل نشأنكم فرجعوا إليه فأعلموه ثم عادوا بغلظة شديدة فأخذوا المعتز بعنف وأدخلوه إلى بيت وأغلقوا عليه
(٤٠٨)