على كل رجل منهم تسعون درهما وكانت خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر وثلاثة وعشرين يوما وذلك سوى سنتين كان دعى له فيهما بمكة وأخوه الأمين محمد بن رشيد محصور ببغداد وكان ولد للنصف من ربيع الأول سنة 170 وكان يكنى فيما ذكر ابن الكلبي أبا العباس وكان ربعة أبيض جميلا طويل اللحية قد وخطه الشيب وقيل كان أسمر تعلوه صفرة أخنى أعين طويل اللحية رقيقها أشيب ضيق الجبهة بخده خال أسود واستخلف يوم الخميس لخمس ليال بقين من المحرم * ذكر بعض أخبار المأمون وسيره * ذكر عن محمد بن الهيثم بن عدي أن إبراهيم بن عيسى بن بريهة بن المنصور قال لما أراد المأمون الشخوص إلى دمشق هيأت له كلاما مكثت فيه يومين وبعض آخر فلما مثلت بين يديه قلت أطال الله بقاء أمير المؤمنين في أدوم العز وأسبغ الكرامة وجعلني من كل سوء فداه إن من أمسى وأصبح يتعرف من نعمة الله له الحمد كثيرا عليه برأي أمير المؤمنين أيده الله فيه وحسن تأنيسه له حقيق بأن يستديم هذه النعمة ويلتمس الزيادة فيها بشكر الله وشكر أمير المؤمنين مد الله في عمره عليها وقد أحب أن يعلم أمير المؤمنين أيده الله أنى لا أرغب بنفسي عن خدمته أيده الله بشئ من الخفض والدعة إذ كان هو أيده الله بتجشم خشونة السفر ونصب الظعن وأولى الناس بمواساته في ذلك وبذل نفسه فيه أنا لما عرفني الله من رأيه وجعل عندي من طاعته ومعرفة ما أوجب الله من حقه فان رأى أمير المؤمنين أكرمه الله أن يكرمني بلزوم خدمته والكينونة معه فعل فقال لي مبتدئا من غير تروية لم يعزم أمير المؤمنين في ذلك على شئ وإن استصحب أحدا من أهل بيتك بدأ بك وكنت المقدم عنده في ذلك ولا سيما إذ أنزلت نفسك بحيث أنزلك أمير المؤمنين من نفسه وإن ترك ذلك فمن غير قلى لمكانك ولكن بالحاجة إليك قال فكان والله ابتداؤه أكثر من ترويتي وذكر عن محمد بن علي بن صالح السرخسي قال تعرض رجل للمأمون بالشام مرارا فقال
(٢١١)