الباب دوني فقلت ذهبت والله نفسي ثم سألني عن الخبر فأخبرته أن أمير المؤمنين شرق بكأس شربه ومات من ساعته وأن الناس قد اجتمعوا وبايعوا المنتصر وأنه أرسلني إلى الأمير أبى عبد الله المعتز بالله ليحضر البيعة فدخل ثم خرج إلى فقال ادخل فدخلت على المعتز فقال لي ويلك يا سعيد ما الخبر فأخبرته بمثل ما أخبرت به بيدون وعزيته وبكيت وقلت تحضر يا سيدي وتكون في أوائل من بايع فتستدعى بذلك قلب أخيك فقال لي ويلك حتى يصبح فما زلت أفتله الحبل والغارب ويعينني عليه بيدون الخادم حتى تهيأ للصلاة ودعا بثيابه فلبسها وأخرج له دابة وركب وركبت معه وأخذت طريقا غير طريق الجادة وجعلت أحدثه وأسهل الامر عليه وأذكره أشياء يعرفها من أخيه حتى إذا صرنا إلى باب عبيد الله ابن يحيى بن خاقان سألني عنه فقلت هو يأخذ البيعة على الناس والفتح قد بايع فتأنس حينئذ وإذا بفارس قد لحق بنا وصار إلى بيدون الخادم فساره بشئ لا أعلمه فصاح به بيدون فمضى ثم رجع ثلاثا كل ذلك يرده بيدون ويصيح به دعنا حتى وافينا باب الحير فاستفتحته فقيل لي من أنت قلت سعيد الصغير والأمير المعتز ففتح لي الباب وصرنا إلى المنتصر فلما رآه قربه وعانقه وعزاه وأخذ البيعة عليه ثم وافى المؤيد مع سعيد الكبير ففعل به مثل ذلك وأصبح الناس وصار المنتصر إلى الجعفري فأمر بدفن المتوكل والفتح وسكن الناس فقال سعيد الصغير ولم أزل أطالب المعتز بالبشرى بخلافة المنتصر وهو محبوس في الدار حتى وهب لي عشرة آلاف درهم وكانت نسخة البيعة التي أخذت للمنتصر (بسم الله الرحمن الرحيم) تبايعون عبد الله المنتصر بالله أمير المؤمنين بيعة طوع واعتقاد ورضى ورغبة بإخلاص من سرائركم وانشراح من صدوركم وصدق من نياتكم لا مكرهين ولا مجبرين بل مقرين عالمين بما في هذه البيعة وتأكيدها من طاعة الله وتقواه وإعزاز دين الله وحقه ومن عموم صلاح عباد الله واجتماع الكلمة ولم الشعث وسكون الدهماء وأمن العواقب وعز الأولياء وقمع الملحدين على أن محمدا الامام المنتصر بالله عبد الله وخليفته المفترض عليكم طاعته ومناصحته والوفاء بحقه وعقده لا تشكون
(٤٠٢)