إلى نصره والخلاف على موسى وأصحابه ولزموا الجوسق وبايعوه بيعة جديدة وأمر بالسوق والسكر فاشترى لهم واجري على كل رجل منهم في كل يوم درهمين وأطعموا في بعض أيامهم الخبز واللحم وتولى أمر جيشه أحمد بن وصيف وعبد الله ابن بغا الشرابي التفت معهم بنو هاشم وجعل يركب في بني هاشم ويدور في الأسواق ويسأل الناس النصرة ويقول هؤلاء الفساق يقتلون الخلفاء ويثبون على مواليهم * وقد استأثروا بالفئ فأعينوا أمير المؤمنين وانصروه وتكلم صالح ابن علي بن يعقوب بن المنصور وغيره من بني هاشم ثم كتب بعد إلى بايكباك يأمره أن يضم الجيش كله إليه وأنه الأمير على الجيش أجمع ويأمره بأخذ موسى ومفلح ولما هلك المهتدى طلبوا أبا نصر بن بغا وهم يظنون أنه حي فدلوا على موضعه فنبش فوجدوه مذبوحا فحمل إلى أهله وحملت جثة بايكباك فدفنت وكسرت الأتراك على قبر محمد بن بغا ألف سيف وكذلك يفعلون بالسيد منهم إذا مات. قيل إن المهتدى لما أبى أن يخلعها أمروا من عصر خصيته حتى مات وقيل إن المهتدى لما احتضر قال أهم بأمر الحزم لو أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان وقيل إن محمد بن بغا لم يحدثوا في أمره يوم حبس شيئا وطالبوه بالأموال فدفع إليهم نيفا وعشرين ألف دينار ثم قتلوه بعد: بعجوا بطنه وعصروا حلقه وألقى في بئر من القناة فلم يزل هنالك حتى أخرجه الموالى بعد أسرهم المهتدى بيوم فدفن وكانت خلافة المهتدى كلها إلى أن انقضى أمره أحد عشر شهرا وخمسة وعشرين يوما وعمره كله ثمان وثلاثون سنة وكان رحب الجبهة أجلى جهم الوجه أشهل عظيم البطن عريض المنكبين قصير طويل اللحية وكان ولد بالقاطول (وفى هذه السنة) وافى جعلان البصيرة لحرب صاحب الزنج * ذكر الخبر عما كان من أمرهما هنالك * ذكر أن جعلان لما صار إلى البصرة زحف بعسكره منها حتى صار بينه وبين عسكر صاحب الزنج فرسخ فخندق على نفسه ومن معه فأقام ستة أشهر في خندقه فوجه الزينبي وبريه وبنو هاشم ومن خف لحرب الخبيث من أهل البصرة في اليوم الذي توعدهم جعلان للقائه فلما التقوا لم يكن بينهم إلا الرمي بالحجارة
(٥٩٤)