ابن بغا لاحدى عشرة ليلة خلت من شوال منها من سامرا إلى الري وشيعه المعتمد (وفيها) كانت بين أما جور وابن لعيسى بن الشيخ على باب دمشق وقعة فسمعت من ذكر أنه حضر أما جور وقد خرج في اليوم الذي كانت فيه هذه الوقعة من مدينة دمشق مرتادا لنفسه عسكرا وابن عيسى بن الشيخ وقائد لعيسى يقال له أبو الصهباء في عسكر لهما بالقرب من مدينة دمشق فاتصل بهما خبر خروج أما جور وأنه خرج في نفر من أصحابه يسير فطمعا فيه فزحفا بمن معهما إليه ولا يعلم أما جور بزحوفهما إليه حتى لقياه والتحمت الحرب بين الفريقين فقتل أبو الصهباء وهزم الجمع الذي كان معه ومع ابن عيسى ولقد سمعت من يذكر أن ابن عيسى وأبا الصهباء كانا يومئذ في زهاء عشرين ألفا من رجالهما وأن أما جور في مقدار مائتين إلى أربعمائة * وفى يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة منها قوم أبو أحمد ابن المتوكل من مكة إلى سامرا (وفيها) وجه إلى عيسى بن الشيخ إسماعيل ابن عبد الله المروزي المعروف بأبي النصر ومحمد بن عبيد الله الكريزي القاضي والحسين الخادم المعروف بعرق الموت بولاية أرمينية على أن ينصرف عن الشأم آمنا فقبل ذلك وشخص عن الشأم إليها (وحج بالناس) في هذه السنة محمد بن أحمد بن عيسى بن أبي جعفر المنصور * ثم دخلت سنة سبع وخمسين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الأمور الجليلة * فمن ذلك ما كان من مصيره يعقوب بن الليث إلى فارس وبعثة المعتمد إليه طغتا وإسماعيل بن إسحاق وأبا سعيد الأنصاري في شعبان منها وكتاب أبى أحمد ابن المتوكل إليه بولاية بلخ وطخارستان إلى ما يلي ذلك من كرمان وسجستان والسند وغيرها وما جعل له من المال في كل سنة وقبوله ذلك وانصرافه * وفى ربيع الآخر منها قدم رسول يعقوب بن الليث بأصنام ذكر أنه أخذها من كابل (ولاثنتي عشرة) خلت من صفر عقد المعتمد لأخيه أبى أحمد على الكوفة وطريق مكة والحرمين واليمن ثم عقد له أيضا بعد ذلك لسبع خلون من شهر
(٥٩٨)