استحققتها وأمكنه ذلك فعله بك فلعمري ما يستجيز منع خلق ما يستحقه وإن عظم وان كنت متهورا فسيكفى الله أمير المؤمنين مؤنتك ويعجل ذلك كما عجل كفايته مؤن قوم سلكوا مثل طريقك كانوا أقوى يدا وأكثف جندا وأكثر جمعا وعددا ونصرا منك فيما أصارهم إليه من مصارع الخاسرين وأنزل بهم من جوائح الظالمين وأمير المؤمنين يختم كتابه بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وضمانه لك في دينه وذمته الصفح عن سوالف جرائمك ومتقدمات جرائرك وانزالك ما تستأهل من منازل العز والرفعة إن أتيت وراجعت إن شاء الله والسلام ولما خرج نصر بن شبث إلى عبد الله بن طاهر بالأمان هدم كيسوم وخربها (وفى هذه السنة) ولى المأمون صدقة بن علي المعروف بزريق أرمينية وآذربيجان ومحاربة بابك وانتدب للقيام بأمره أحمد بن الجنيد بن فرزندى الإسكافي ثم رجع أحمد بن الجنيد بن فرزندى إلى بغداد ثم رجع إلى الخرمية فأسره بابك فولى إبراهيم بن الليث بن الفضل التجيبي آذربيجان (وحج) بالناس في هذه السنة صالح بن العباس بن محمد بن علي وهو والى مكة (وفيها) مات ميخائيل بن جورجس صاحب الروم وكان ملكه تسع سنين وملكت الروم عليهم ابنه توفيل بن ميخائيل * ثم دخلت سنة عشر ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك وصول نصر بن شبث فيها إلى بغداد وجه به عبد الله بن طاهر إلى المأمون فكان دخوله إليها يوم الاثنين لسبع خلون من صفر فأنزل مدينة أبى جعفر ووكل به من يحفظه (وفيها) ظهر المأمون على إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب ابن إبراهيم الامام الذي يقال له ابن عائشة ومحمد بن إبراهيم الإفريقي ومالك بن شاهي وفرج البعواري ومن كان معهم ممن كان يسعى في البيعة لإبراهيم المهدى وكان الذي أطلعه عليهم وعلى ما كانوا يسعون فيه من ذلك عمران القطربلي
(١٧٤)