من ورائه باب ففتحناه ودخلنا إليه فأدانا إلى سرب وصرنا إلى دار تحت الدار التي دخلناها على بنائها وقسمتها فوجدنا من المال على رفوف في اسفاط زهاء ألف ألف دينار فأخذ أحمد منها ومن كان معه قدر ثلثمائة ألف دينار ووجدنا ثلاثة أسفاط سفطا فيه مقدار مكوك زمرد إلا أنه من الزمرد الذي لم أر للمتوكل مثله ولا لغيره وسفطا دونه فيه نصف مكوك حب لم أر والله للمتوكل ولا لغيره مثله وسفطا دونه فيه مقدار كيلجة ياقوت أحمر لم أر مثله ولا ظننت أن مثله يكون في الدنيا فقومت الجميع على البيع فكانت قيمته ألفى ألف دينار فحملناه كله إلى صالح فلما رآه جعل لا يصدق ولا يوقن حتى أحضر بحضرته ووقف عليه فقال عند ذلك فعل الله بها وفعل عرضت ابنها للقتل في مقدار خمسين ألف دينار وعندها مثل هذا في خزانة واحدة من خزائنها (وكانت) أم محمد بن الواثق توفيت قبل أن يبايع وكانت تحت المستعين فلما قتل المستعين صيرها المعتز في قصر الرصافة الذي فيه الحرم فلما ولى الخلافة المهتدى قال يوما لجماعة من الموالى أما أنا فليس لي أم أحتاج لها إلى غلة عشرة آلاف ألف في كل سنة لجواريها وخدمها والمتصلين بها وما أريد لنفسي وولدي إلا القوت وما أريد فضلا إلا لاخوتي فإن الضيقة قد مستهم (ولثلاث) بقين من رمضان من هذه السنة قتل أحمد بن إسرائيل وأبو نوح * ذكر الخبر عن صفة القتلة التي قتلا بها * فأما السبب الذي أداهما إلى القتل فقد ذكرناه قبل وأما القتلة التي قتلا بها فإنه ذكر أن صالح بن وصيف لما استصفى أموالهما ومال الحسن بن مخلد وعذبهم بالضرب والقيد وقرب كوانين الفحم في شدة الحر منهم ومنعهم كل راحة وهم في يده على حالهم ونسبهم إلى أمور عظام من الخيانة والقصد لذل السلطان والحرص على دوام الفتن والسعي في شق عصا المسلمين فلم يعارضه المهتدى في شئ من أمورهم ولم يوافقه على شئ أنكره من فعله بهم ثم وجه إليهم الحسن بن سليمان الدوشابي في شهر رمضان ليتولى استخراج شئ إن كان زوى عنه من أموالهم قال فأخرج إلى أحمد بن إسرائيل فقلت له يا فاجر تظن
(٥٣١)