الحاج وسلب الناس وهربوا إلى مكة ولم يقفوا بعرفة ليلا ولا نهارا ووقف إسماعيل وأصحابه ثم رجع إلى جدة فأفنى أموالها * ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك ما كان من خلع المستعين أحمد بن محمد بن المعتصم نفسه من الخلافة وبيعته للمعتز محمد بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم والدعاء للمعتز على منبري بغداد ومسجدي جانبيها الشرقي منها والغربي يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم من هذه السنة وأخذ البيعة له بها على من كان يومئذ بها من الجند * وذكر أن ابن طاهر دخل على المستعين ومعه سعيد بن حميد حين كتب له بشروط الأمان فقال له يا أمير المؤمنين قد كتب سعيد كتب الشروط وأكد غاية التأكيد فنقرأه عليك فتسمعه فقال له المستعين لا عليك لا عليك ألا تركتها يا أبا العباس فما القوم بأعلم بالله منك وقد أكدت على نفسك قبلهم فكان ما قد علمت فما رد عليه محمد شيئا ولما بايع المستعين المعتز وأخذ عليه البيعة ببغداد وأشهد عليه الشهود من بني هاشم والقضاة والفقهاء والقواد نقل من الموضع الذي كان به من الرصافة إلى قصر الحسن بن سهل بالمخرم هو وعياله وولده وجواريه فأنزلوهم فيه جميعا ووكل بهم سعيد بن رجاء الحضاري في أصحابه وأخذ من المستعين البردة والقضيب والخاتم ووجه مع عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وكتب معه أما بعد فالحمد لله متمم النعم برحمته والهادي إلى شكره بفضله وصلى الله على محمد عبده ورسوله الذي جمع له ما فرق من الفضل في الرسل قبله وجعل تراثه راجعا إلى من خصه بخلافته وسلم تسليما كتابي إلى أمير المؤمنين وقد تمم الله له أمره وتسلمت تراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان عنده وأنفذته إلى أمير المؤمنين مع عبيد الله بن عبد الله مولى أمير المؤمنين وعبده ومنع المستعين الخروج إلى مكة واختار أن ينزل البصرة فذكر عن سعيد بن حميد أن محمد بن موسى بن شاكر قال البصرة وبية فكيف اخترت أن تنزلها فقال المستعين هي أوبى أو ترك الخلافة * وذكر أن قرب جارية
(٤٩٣)