فرسان قيس اصمدن للموت * لا ترهبني عن لقاء الفوت دعى التحنى بعسى وليت ثم حمل هو وأصحابه فقاتل قتالا شديدا فصبر لهم الجند وكثر القتل في الزواقيل وحملت الأبناء حملات في كلها يقتلون ويجرحون وكان أكثر القتل والبلاء في تلك الدفعة لكثير بن قادرة وأبى الفيل وداود بن موسى بن عيسى الخراساني وانهزمت الزواقيل وكان على حاميتهم يومئذ نصر بن شبث وعمرو السلمي والعباس ابن زفر (وتوفى في هذه السنة) عبد الملك بن صالح (وفى هذه السنة) خلع محمد بن هارون وأخذت عليه البيعة لأخيه عبد الله المأمون ببغداد (وفيها) حبس محمد بن هارون في قصر أبى جعفر مع أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر * ذكر الخبر عن سبب خلعه * ذكر عن داود بن سليمان أن عبد الملك بن صالح لما توفى بالرقة نادى الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان في الجند فصير الرجالة في السفن والفرسان على الظهر ووصلهم وقوى ضعفاءهم ثم حملهم حتى أخرجهم من بلاد الجزيرة وذلك في سنة 196 وذكر أحمد بن عبد الله أنه كان فيمن شهد مع عبد الملك الجزيرة لما انصرف بهم الحسين بن علي وذلك في رجب من سنة 196 وذكر أنه تلقاه الأبناء وأهل بغداد بالتكرمة والتعظيم وضربوا له القباب واستقبله القواد والرؤساء والاشراف ودخل منزله في أفضل كرامة وأحسن هيئة فلما كان في جوف الليل بعث إلى محمد يأمره بالركوب إليه فقال للرسول والله ما أنا بمغن ولا بمسامر ولا مضحك ولا وليت له عملا ولاجرى له على يدي مال فلأي شئ يريدني في هذه السنة انصرف فإذا أصبحت غدوت إليه إن شاء الله فانصرف الرسول وأصبح الحسين فوافى باب الجسر واجتمع إليه الناس فأمر باغلاق الباب الذي يخرج منه إلى قصر عبيد الله بن علي وباب سوق يحيى وقال يا معشر الأبناء إن خلافة الله لاتجاوز بالبطر ونعمه لا تستصحب بالتجبر والتكبر وأن محمدا يريد أن يوتغ أديانكم وينكث بيعتكم ويفرق جمعكم وينقل عزكم إلى غيركم وهو صاحب الزواقيل بالأمس وبالله إن طالت به مدة وراجعه من أمره قوة ليرجص
(٣٥)