بالأحمر العين باليمن (وفيها) ولى المأمون محمد بن عبد الحميد المعروف بأبي الرازي اليمن (وفيها) أظهر المأمون القول بخلق القرآن وتفضيل علي بن أبي طالب عليه السلام وقال هو أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في شهر ربيع الأول منها (وحج) بالناس في هذه السنة عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد * ثم دخلت سنة ثلاث عشرة ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك ما كان من خلع عبد السلام وابن جليس بمصر في القيسية واليمانية ووثوبهما بها (وفيها) مات طلحة بن طاهر بخراسان (وفيها) ولى المأمون أخاه أبا إسحاق الشأم ومصر وولى ابنه العباس بن المأمون الجزيرة والثغور والعواصم وأمر لكل واحد منهما ومن عبد الله بن طاهر بخمسمائة ألف دينار وقيل إنه لم يفرق في يوم من المال مثل ذلك (وفيها) ولى غسان بن عباد السند * ذكر الخبر عن سبب توليته إياه السند * وكان السبب في ذلك فيما بلغني أن بشر بن داود بن يزيد خالف المأمون وجبا الخراج فلم يحمل إلى المأمون شيئا منه فذكر أن المأمون قال يوما لأصحابه أخبروني عن غسان بن عباد فإني أريده لأمر جسيم وكان قد عزم على أن يوليه السند لما كان من أمر بشر بن داود فتكلم من حضر وأطنبوا في مدحه فنظر المأمون إلى أحمد بن يوسف وهو ساكت فقال له ما تقول يا أحمد قال يا أمير المؤمنين ذاك رجل محاسنه أكثر من مساويه لا تصرف به إلى طبقة إلا انتصف منهم فمهما تخوفت عليه فإنه لن يأتي أمرا يعتذر منه لأنه قسم أيامه بين أيام الفضل فجعل لكل خلق نوبة إذا نظرت في أمره لم تدر أي حالاته أعجب إما هداه إليه عقله أم إما اكتسبه بالأدب قال لقد مدحته على سوء رأيك فيه قال لأنه فيما قلت كما قال الشاعر
(١٨٨)