وهيا مجانيق خطارة * تفيت النفوس وتحمى العرينا وعبى فروضا وجيشية * ألوف ألوف إذا تحسبونا وعبى المجانيق منظومة * على السور حتى أعار العيونا فذكر أنهم لما قدموا بغداد اعتل ابن مارمة فعاده دليل بن يعقوب فقال له ما سبب علتك قال عقر القيد انتقض على فقال دليل لئن عقرك القيد لقد نقضت الخلافة وبعثت فتنة ومات ابن مارمة في تلك الأيام فقال أبو علي اليمامي الحنفي في شخوص المستعين إلى بغداد ما زال إلا لزوال ملكه * وحتفه من بعده وهلكه ومنع الأتراك الناس من الانحدار إلى بغداد فذكر أنهم أخذوا ملاحا قد أكرى سفينته فضربوه مائتي سوط وصلبوه على دقل سفينته فامتنع أصحاب السفن من الانحدار إلا سرا أو بمؤنة ثقيلة (وفى هذه السنة) هاجت الفتنة ووقعت الحرب بين أهل بغداد وجند السلطان الذين كانوا بسامرا فبايع كل من كان بسامرا منهم المعتز وأقام من ببغداد منهم على الوفاء ببيعة المستعين ذكر الخبر عن سبب هيج هذه الفتنة وسبب بيعة من كان بسامرا من الجند المعتز وخلعهم المستعين ونصبهم الحرب لمن أقام على الوفاء ببيعته قذ ذكرنا موافاة المستعين وشاهك الخادم ووصيف وبغا وأحمد بن صالح ابن شيرزاد بغداد وكانت موافاتهم إياها يوم الأربعاء لثلاث ساعات مضين من النهار لأربعة أيام وقيل لخمسة أيام خلون من المحرم من هذه السنة فلما وافاها نزل المستعين على محمد بن عبد الله بن طاهر في داره ثم وافى بعداد خليفة لوصيف على أعماله يعرف بسلام فاستعلم ما عنده ثم انصرف راجعا إلى منزله بسامرا فوافى القواد خلا جعفر الخياط وسليمان بن يحيى بن معاذ بغداد مع جلة الكتاب والعمال وبنى هاشم ثم وافى بعد ذلك من قواد الأتراك الذين في ناحية وصيف كلباتكين القائد وطيغج الخليفة تركي وابن عجوز الخليفة نسائي وممن في ناحية بغا بايكباك القائد من غلمان الخدمة مع عدة من خلفاء بغا وكان فيما ذكر وجه إليهم وصيف
(٤٣٨)