عشرون ألفا إلى عامين وعلى سيدكم متوثبين مع سعيد الفرد سامعين له مطيعين ثم وثبتم مع الحسين على فخلعتموني وشتمتموني وانتهبتموني وحبستموني وقيدتموني وأشياء منعتموني من ذكرها حقد قلوبكم وتلكى طاعتكم أكبر وأكثر فالحمد لله حمد من أسلم لامره ورضى بقدره والسلام (وقيل) لما قتل محمد وارتفعت الثائرة وأعطى الأمان الأبيض والأسود وهدأ الناس ودخل طاهر المدينة يوم الجمعة فصلى بالناس وخطبهم خطبة بليغة نزع فيها من قوارع القرآن فكان مما حفظ من ذلك أن قال الحمد لله مالك الملك يوتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير في آي من القرآن أتبع بعضها بعضا وحض على الطاعة ولزوم الجماعة ورغبهم في التمسك بحبل الطاعة وانصرف إلى معسكره * وذكر أنه لما صعد المنبر يوم الجمعة وحضره من بني هاشم والقواد وغيرهم جماعة كثيرة قال الحمد لله مالك الملك يؤتيه من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير لا يصلح عمل المفسدين ولا يهدى كيد الخائين ان ظهور غلبتنا لم يكن من أيدينا ولا كيدنا بل اختار الله للخلافة إذ جعلها عمادا لدينه وقواما لعباده وضبط الأطراف وسد الثغور وإعداد العدة وجمع الفئ وإنفاذ الحكم ونشر العدل وإحياء السنة بعد إذبال البطالات والتلذذ بموبق الشهوات والمخلد إلى الدنيا مستحسن لداعى غرورها محتلب درة نعمتها ألف لزهرة روضتها كلف برونق نهجتها وقد رأيتم من وفاء موعود الله عز وجل لمن بغى عليه وما أحل به من بأسه ونقمته لما نكب عن عهده وارتكب معصيته وخالف أمره وغيره ناهيه وعظته مردية فتمسكوا بدقائق عصم الطاعة واسلكوا مناحى سبيل الجماعة واحذروا مصارع أهل الخلاف والمعصية الذين قدحوا زناد الفتنة وصدعوا شعب الألفة فأعقبهم الله خسار الدنيا والآخرة ولما فتح طاهر بغداد كتب إلى أبي إسحاق المعتصم وقد ذكر بعضهم أنه إنما كتب بذلك إلى إبراهيم بن المهدى وقال الناس كتبه إلى أبي إسحاق المعتصم أما بعد فإنه عزيز على أن أكتب إلى رجل من أهل
(٩٠)