إن وترا يكون طالبه الله * لوتر نجاحه بالحرى وكان المستعين قد وجه كلباتكين مددا للحسين ومستظهرا به فلحق حسينا بعد ما هزم القوم وقتل يحيى بن عمر فمضى ومعهم صاحب بريد الكوفة فلقى جماعة ممن كان مع يحيى بن عمر ومعهم أسوقة وأطعمة يريدون عسكر يحيى فوضع فيهم السيف فقتلهم ودخل الكوفة فأراد أن ينهبها ويضع السيف في أهلها فمنعه الحسين وآمن الأسود والأبيض بها وأقام أياما ثم انصرف عنها (وفى هذه السنة) كان خروج الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ابن أبي طالب في شهر رمضان منها * (ذكر الخبر عن سبب خروجه) * حدثني جماعة من أهل طبرستان وغيرهم أن سبب ذلك كان أن محمد بن عبد الله ابن طاهر لما جرى على يده ما جرى من قتل يحيى بن عمر ودخول أصحابه وجيشه الكوفة بعد فراغهم من قتل يحيى أقطعه المستعين من صوافي السلطان بطبرستان قطائع وأن من تلك القطائع التي أقطعها قطيعة فيما قرب من ثغرى طبرستان مما يلي الديلمي وهما كلار وسالوس كان بحذائها أرض لأهل تلك الناحية فيها مرافق منها محتطبهم ومراعي مواشيهم ومسرح سارحتهم وليس لاحد عليها ملك وإنما هي صحراء من موتان الأرض غير أنها ذات غياض وأشجار وكلا فوجه فيما ذكر لي محمد بن عبد الله بن طاهر أخا لكاتبه بشر بن هارون النصراني يقال له جابر بن هارون لحيازة ما أقطع هنالك من الأرض وعامل طبرستان يومئذ سليمان بن عبد الله خليفة محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر أخو محمد ابن عبد الله بن طاهر والمستولى على سليمان والغالب على أمره محمد بن أوس البلخي وقد فرق محمد بن أوس ولده في مدن طبرستان وجعلهم ولاتها وضم إلى كل واحد منهم مدينة منها وهم أحداث سفهاء قد تأذى بهم وبسفههم من تحت أيديهم والرعية واستنكروا منهم ومن والدهم ومن سليمان بن عبد الله سفههم وسيرهم فيهم وغلظ عليهم سوء أثرهم فيهم بقصص يطول الكتاب بشرح أكثرها ووتر مع ذلك فيما ذكر لي محمد بن أوس الديلم بدخوله إلى ما قرب من
(٤٢٩)