حميد من ساعته وكان نازلا في أرحاء عبد الله فأتى باب الجسر وجاء علي بن هشام حتى نزل نهر بين وتقدم إلى مسجد كوثر وخرج إليه بن الساجور وأصحابه وجاء المطلب إلى حميد فلقوه بباب الجسر فقربهم ووعدهم ونبأهم أن يعلم المأمون ما صنعوا فأقبلوا إلى دار إبراهيم وطلبوه فيها فلم يجدوه فلم يزل إبراهيم متواريا حتى قدم المأمون وبعد ما قدم حتى كان من أمره ما كان وقد كان سهل بن سلامة حيث اختفى تحول إلى منزله وظهر وبعث إليه حميد فقربه وأدناه وحمله على بغل ورده إلى أهله فلم يزل مقيما حتى قدم المأمون فأتاه فأجازه ووصله وأمره أن يجلس في منزله (وفى هذه السنة) انكسفت الشمس يوم الأحد لليلتين بقيتا من ذي الحجة حتى ذهب ضوؤها وكان غاب أكثر من ثلثيها وكان انكسافها ارتفاع النهار فلم يزل كذلك حتى قرب الظهر ثم انجلت (فكانت) أيام إبراهيم بن المهدى كلها سنة وأحد عشر شهرا واثنى عشر يوما وغلب علي بن هشام على شرقي بغداد وحميد بن عبد الحميد على غربيها وصار المأمون إلى همذان في آخر ذي الحجة (وحج) بالناس في هذه السنة سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي * ثم دخلت سنة أربع ومائتين * * ذكر الاحداث التي كانت فيها * فمما كان فيها من ذلك قدوم المأمون العراق وانقطاع مادة الفتن ببغداد * ذكر الخبر عن مقدمه العراق وما كان فيه بها عند مقدمه * ذكر عن المأمون أنه لما قدم جرجان أقام بها شهرا ثم خرج منها فصار إلى الري في ذي الحجة فأقام بها أياما ثم خرج منها فجعل يسير المنازل ويتم اليوم واليومين حتى صار إلى النهروان وذلك يوم السبت فأقام فيه ثمانية أيام وخرج إليه أهل بيته والقواد ووجوه الناس فسلموا عليه وقد كان كتب إلى طاهر بن الحسين من الطريق وهو بالرقة أن يوافيه إلى النهروان فوافاه بها فلما كان السبت الآخر دخل بغداد ارتفاع النهار لأربع عشرة ليلة بقيت من صفر سنة 204 ولباسه ولباس
(١٥٤)