قدم به بغا وصالح العباسي من الاعراب سوى من مات منهم وهرب وقتل في هذه الوقائع التي وصفناها ألفى رجل ومائتي رجل من بنى نمير ومن بنى كلاب ومن مرة وفزارة ومن ثعلبة وطيئ (وفى هذه السنة) أصاب الحاج في المرجع عطش شديد في أربعة منازل إلى الربذة فبلغت الشربة عدة دنانير ومات خلق كثير من العطش (وفيها) ولى محمد بن إبراهيم بن مصعب فارس (وفيها) أمر الواثق بترك جباية أعشار سفن البحر (وفيها) اشتد البرد في نيسان حتى جمد الماء لخمس خلون منه (وفيها) مات الواثق * ذكر الخبر عن العلة التي كانت بها وفاته * ذكر لي جماعة من أصحابنا أن علته التي توفى منها كانت الاستسقاء فعولج بالاقعاد في تنور مسخن فوجد لذلك راحة وخفة مما كان به فأمرهم من غد ذلك اليوم بزيادة في إسخان التنور ففعل ذلك وقعد فيه أكثر من قعوده في اليوم الذي قبله فحمى عليه فأخرج منه وصير في محفة وحضره الفضل بن إسحاق الهاشمي وعمر بن فرج وغيرهم ثم حضر ابن الزيات وابن أبي دؤاد فلم يعلموا بموته حتى ضرب بوجهه المحفة فعلموا أنه قد مات (وقد قيل) إن أحمد بن أبي دؤاد حضره وقد أغمي عليه فقضى وهو عنده فأقبل يغمضه ويصلح من شأنه. وكانت وفاته لست بقين من ذي الحجة ودفن في قصره بالهاروني وكان الذي صلى عليه وأدخله قبره وتولى أمره أحمد بن أبي دؤاد وكان الواثق أمر أحمد بن أبي دؤاد أن يصلى بالناس يوم الأضحى في المصلى فصلى بهم العيد لان الواثق كان شديد العلة فلم يقدر على الحضور إلى المصلى ومات من علته تلك * ذكر الخبر عن صفة الواثق وسنه وقدر مدة خلافته * ذكر من رآه وشاهده أنه كان أبيض مشربا حمرة جميلا ربعة حسن الجسم قائم العين اليسرى وفيها نكت بياض وتوفى فيما زعم بعضهم وهو ابن ست وثلاثين سنة وفى قول بعضهم وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة فقال الذين زعموا أنه كان ابن ست وثلاثين كان مولده سنة 196 وكانت خلافته خمس سنين وتسعة
(٣٣٨)