الزنانير والكساتيج مكان المناطق التي كانت في أوساطهم وأن توعز إلى عمالك فيما أمر به أمير المؤمنين في ذلك إيعازا تحدوهم به إلى استقصاء ما تقدم إليهم فيه وتحذرهم إدهانا وميلا وتتقدم إليهم في إنزال العقوبة بمن خالف ذلك من جميع أهل الذمة عن سبيل عناد وتهوين إلى غيره ليقتصر الجميع منهم على طبقاتهم وأصنافهم على السبيل التي أمر أمير المؤمنين بحملهم عليها وأخذهم بها إن شاء الله فاعلم ذلك من رأى أمير المؤمنين وأمره وأنفذ إلى عمالك في نواحي عملك ما ورد عليك من كتاب أمير المؤمنين بما تعمل به إن شاء الله وأمير المؤمنين يسأل الله ربه ووليه أن يصلى على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وملائكته وأن يحفظه فيما استخلفه عليه من أمر دينه ويتولى ما ولاه مما لا يبلغ حقه فيه إلا بعونه حفظا يحمل به ما حمله وولاية يقضى بها حقه منه ويوجب بها له أكمل ثوابه وأفضل مزيده إنه كريم رحيم وكتب إبراهيم بن العباس في شوال سنة خمس وثلاثين ومائتين * فقال علي بن الجهم:
العسليات التي فرقت * بين ذوي الرشدة والغى وما على العاقل إن يكثروا * فإنه أكثر للفى (وفى هذه السنة) ظهر بسامرا رجل يقال له محمود بن الفرج النيسابوري فزعم أنه ذو القرنين ومعه سبعة وعشرون رجلا عند خشبة بابك وخرج من أصحابه بباب العامة رجلان وببغداد في مسجد مدينتها آخران وزعما أنه نبي وأنه ذو القرنين فأتى به وبأصحابه المتوكل فأمر بضربه بسياط فضرب ضربا شديدا فمات من بعد من ضربه ذلك وحبس أصحابه وكانوا قدموا من نيسابور ومعهم شئ يقرأونه وكان معهم عيالاتهم وفيهم شيخ يشهد له بالنبوة ويزعم أنه بوحي إليه وأن جبريل يأتيه بالوحي فضرب محمود مائة ضرب فلم ينكر نبوته حين ضرب وضرب الشيخ الذي كان يشهد له أربعين سوطا فأنكر نبوته حين ضرب وحمل محمود إلى باب العامة فأكذب نفسه وقال الشيخ قد اختدعني وأمر أصحاب محمود أن يصفعوه فصفعوه كل واحد منهم عشر صفعات وأخذ له مصحف فيه كلام قد جمعه