الناس فتكارى بغلا وخرج إلى ناحية خراسان هاربا فمضى حتى إذا كان في بعض الطريق استقبله رجل فعرفه فلما جازه قال الرجل للمكارى ويحك أين تذهب مع هذا الرجل والله لئن ظفر بك معه لتقتلن وأهون ما هو مصيبك أن تحبس قال إنا لله وإنا إليه راجعون قد والله عرفت اسمه وسمعت به قتله الله فانطلق المكارى إلى أصحابه أو مسلحة انتهى إليها فأخبرهم خبره وكانوا من أصحاب كندغوش من أصحاب هرثمة فأخذوه وبعثوا به إلى هرثمة وبعث به هرثمة إلى خزيمة بن خازم بمدينة السلام فدفعه خزيمة إلى بعض من وتره فأخرجه إلى شاطئ دجلة من الجانب الشرقي فصلب حيا * فذكروا أنه لما أرادوا شده على خشبته اجتمع خلق كثير فجعل يقول قبل أن يشدوه أنتم بالأمس تقولون لا قطع الله يا سمرقندي يدك واليوم قد هيأتم حجارتكم ونشابكم لترموني فلما رفعت الخشبة أقبل الناس عليه رميا بالحجارة والنشاب وطعنا بالرماح حتى قتلوه وجعلوا يرمونه بعد موته ثم أحرقوه من غد وجاؤا بنار ليحرقوه بها وأشعلوها فلم تشتعل وألقوا عليه قصبا وحطبا فأشعلوها فيه فاحترق بعضه وتمزقت الكلاب بعضه وذلك يوم السبت لليلتين خلتا من صفر * ذكر الخبر عن صفة محمد بن هارون وكنيته وقدر ما ولى ومبلغ عمره * (قال) هشام بن محمد وغيره ولى محمد بن هارون وهو أبو موسى يوم الخميس لاحدى عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة 193 وقتل ليلة الأحد لست بقين من صفر سنة 197 وأمه زبيدة ابنة جعفر الأكبر بن أبي جعفر فكانت خلافته أربع سنين وثمانية أشهر وخمسة أيام وقد قيل كانت كنيته أبا عبد الله * وأما محمد ابن موسى الخوارزمي فإنه ذكر عنه أنه قال أتت الخلافة محمد بن هارون للنصف من جمادى الآخرة سنة 193 وحج بالناس في هذه السنة التي ولى فيها داود بن عيسى بن موسى وهو على مكة وأبو البختري على ولايته وبعد ولايته بعشرة أشهر وخمسة أيام وجهه عصمة بن أبي عصمة إلى ساوة وعقد ولايته لابنه موسى بولاية العهد لثلاث خلون من شهر ربيع الأول وكان على شرطه علي بن
(٩٣)