ابن عبد الحميد وعبيدة العمروسي الشاري بالكحيل وكانا مختلفي الآراء فظفر مساور بعبيدة فقتله. وفى هذا الشهر من هذه السنة التقى مساور الشاري ومفلح فحدثت عن مساور أنه انصرف من الكحيل بعد قتله العمروسي وقد كلم كثير من أصحابه فلم يندمل كلومهم ولغبوا من الحرب التي كانت جرت بين الفريقين إلى عسكر موسى ومن ضمه ذلك العسكر وهم حامون فأوقع بهم فلما لم يصل إلى ما أراد منهم من الظفر بهم وكان التقاؤهم بجبل زيني تعلق هو وأصحابه بالجبل فصاروا إلى ذروته ثم أوقدوا النيران وركزوا رماحهم وعسكر موسى بسفح الجبل ثم هبط مساور وأصحابه من الجبل من غير الوجه الذي عسكر به موسى فمضى وموسى وأصحابه يحسبون أنهم فوق الجبل ففاتوهم (وفى رجب) من هذه السنة لأربع عشرة ليلة خلت منه خلع المهتدى وتوفى يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب * ذكر الخبر عن سبب خلعه ووفاته * ذكر أن ساكني الكرخ بسامرا والدور تحركوا لليلتين خلتا من رجب من هذه السنة يطلبون أرزاقهم فوجه إليهم المهتدى طبايغو الرئيس عليهم وعبد الله أخا المهتدى فكلمهم فلم يقبلوا منهما وقالوا نحن نريد أن نكلم أمير المؤمنين مشافهة وخرج أبو نصر بن بغا تحت ليلته إلى عسكر أخيه وهو بالسن بالقرب من الشاري ودخل دار الجوسق جماعة منهم وذلك يوم الأربعاء فكلمهم المهتدى بكلام كثير وقطع العطاء عن الناس يوم الأربعاء والخميس والناس متوقفون حتى يعرفوا ما يصنع موسى بن بغا وكان موسى وضع العطاء في عسكره لشهر وكان على مناجزة الشاري إذ استوى أصحابه فوقع الاختلاف ومضى موسى يريد طريق خراسان واختلف في سبب الاختلاف الذي جرى فصار من أجله موسى إلى طريق خراسان والسبب الذي من أجله خرج المهتدى لحرب من حاربه من الأتراك فقال بعضهم كان السبب الذي من أجله تنحى موسى عن وجه الشاري وترك حربه وصار إلى طريق خراسان أن المهتدى واستمال بايكباك وهو
(٥٨٢)