لا زلت أندبه حتى الممات وإن * أخنى عليه الذي أخنى على لبد * وذكر عن الموصلي أنه قال لما بعث طاهر برأس محمد إلى المأمون بكى ذو الرئاستين وقال سل علينا سيوف الناس وألسنتهم أمرناه أن يبعث به أسيرا فبعث به عقيرا وقال له المأمون قد مضى ما مضى فاحتل في الاعتذار منه فكتب الناس فأطالوا وجاء أحمد بن يوسف بشبر من قرطاس فيه أما بعد فان المخلوع كان قسيم أمير المؤمنين في النسب واللحمة وقد فرق الله بينه وبينه في الولاية والحرمة بمفارقته عصم الدين وخروجه من الامر الجامع للمسلمين يقول الله عز وجل حين اقتص علينا نبأ ابن نوح إنه ليس من أهلك " إنه عمل غير صالح " فلا طاعة لاحد في معصية الله ولا قطيعة إذا كانت القطيعة في جنب الله وكتابي إلى أمير المؤمنين وقد قتل الله المخلوع ورداه رداء نكثه وأحصد لأمير المؤمنين أمره وأنجز له وعده وما ينتظر من صادق وعده حين رد به الألفة بعد فرقتها وجمع الأمة بعد شتاتها وأحيا به أعلام الاسلام بعد دروسها * ذكر الخبر عن بعض سير المخلوع محمد بن هارون * ذكر عن حميد بن سعيد قال لما ملك محمد وكاتبه المأمون وأعطاه بيعته طلب الخصيان وابتاعهم وغالى بهم وصيرهم لخلوته في ليله ونهاره وقوام طعامه وشرابه وأمره ونهيه وفرض لهم فرضا سماهم الجرادية وفرضا من الحبشان سماهم الغرابية ورفض النساء الحرائر والإماء حتى رمى بهن ففي ذلك يقول بعضهم ألا يا مزمن المثوى بطوس * عزيبا ما يفادى بالنفوس لقد أبقيت للخصيان بعلا * تحمل منهم شؤم البسوس فأما نوفل فالشأن فيه * وفى بدر فيالك من جليس وما العصمي بشار لديه * إذا ذكروا بذى سهم خسيس وما حسن الصغير أخس حالا * لديه عند محترق الكؤوس لهم من عمره شطر وشطر * يعاقر فيه شرب الخندريس وما للغانيات لديه حظ * سوى التقطيب بالوجه العبوس
(١٠١)