بطونهما منكسة رؤسهما ظاهرة ظهورهما للناس فاما أحمد فحين بلغ خشبة بابك مات وحين وصلوا بأبي نوح مات فدفن احمد بين الحائطين ويقال إن أبا نوح مات من يومه في حبس السرخسي خليفة طلمجور على شرط الخاصة وبقى الحسن ابن مخلد في الحبس * وذكر عن بعض من حضر أنه قال لقد رأيت حماد بن محمد ابن حماد بن دنقش وهو يقول للجلادين أنفسكم يا بنى الفاعلة لا يكنى ويقول أوجعوا وغيروا السياط وبدلوا الرجال وأحمد بن إسرائيل وعيسى يستغيثان فذكر أن المهتدى لما بلغه ذلك قال أما عقوبة إلا السوط أو القتل أما يقوم مقام هذا شئ أما يكفي إنا لله وإنا إليه راجعون يقول ذلك ويسترجع مرارا * وذكر عن الحسن بن مخلد أنه قال لم يكن الامر فينا عند صالح إذا لم يحضره عبد الله بن محمد بن يزداد على ما كان يكون عليه من الغلظة إذا حضر قال وكان يقول لصالح اضرب وعذب فان الأصلح من وراء ذلك القتل فإنهم إن أفلتوا لم تؤمن بوائقهم في الأعقاب فضلا عن الواترين ويذكره قبيح ما بلغه عنهم وكان يسر بذلك قال وكان داود ابن العباس الطوسي يحضرنا عند صالح فيقول وما هؤلاء أعزك الله فبلغ منك الغضب بسببهم هذا المبلغ فنظنه يرفقه علينا حتى يقول على إني والله أعلم أنهم إن تخلصوا تخلص منهم شر كبير وفساد في الاسلام عظيم فينصرف وقد أفتاه بقتلنا وأشار عليه بإهلاكنا فيزداد برأيه وما قال له علينا غيظا وإلى الإساءة بنا أنسا فسئل بعض من كان يخبر أمرهم كيف نجا الحسن بن مخلد مما صلى به صاحباه فقال بخصلتين إحداهما أنه صدقه عن الخبر في أول وهلة وأوجده الدلائل على ما قاله له أنه حق وقد كان وعده العفو إن صدقه وحلف له على ذلك والاخرى أن أمير المؤمنين كلمه فيه وأعلمه حرمة أهله به وأومأ إلى محبته لاصلاح شأنه فرده عن عظيم المكروه فيه وقد كنت أرى أنه لو طالت لصالح مدة وهو في يده أطلقه واصطنعه ولم يكن صالح بن وصيف اقتصر في أمر الكتاب على أخذ أموالهم وأموال أولادهم حتى أخاف أسبابهم وقراباتهم بأخذ أموالهم وتخطى إلى المتصلين بهم (ولثلاث) عشرة خلت من شهر رمضان منها فتح السجن ببغداد ووثبت الشاكرية والنائبة
(٥٣٣)