تفرقوا ودعوني * يا معشر الأعوان فكلكم ذو وجوه * كخلقة الانسان وما أرى غير إفك * وترهات الأماني ولست أملك شيئا * فسائلوا خزاني فالويل لي ما دهاني * من ساكن البستان قال وضعف أمر محمد وانتشر جنده وارتاع في عسكره وأحس من طاهر بالعلو عليه وبالظفر به (وحج الناس) في هذه السنة العباس بن موسى بن عيسى بتوجيه طاهر إياه على الموسم بأمر المأمون بذلك وكان على مكة في هذه السنة داود بن عيسى * ثم دخلت سنة ثمان وتسعين ومائة * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك ما كان من خلاف خزيمة بن خازم محمد بن هارون ومفارقته إياه واستئمانه إلى طاهر بن الحسين ودخول هرثمة الجانب الشرقي ذكر الخبر عن سبب فراقه إياه وكيف كان الامر في مصيره والدخول في طاعة طاهر ذكر أن السبب في ذلك كان أن طاهرا كتب إلى خزيمة يذكر له أن الامر إن يقطع بينه وبين محمد لم يكن له أثر في نصرته ولم يقصر في أمره فلما وصل كتابه إليه شاور ثقات أصحابه وأهل بيته فقالوا له نرى والله أن هذا الرجل أخذ بقفا صاحبنا فاحتل لنفسك ولنا فكتب إلى طاهر بطاعته وأخبره أنه لو كان هو البازل في الجانب الشرقي مكان هرثمة لكان يحمل نفسه له على كل هول وأعلمه قلة ثقته بهرثمة ويناشده ألا بحمله على مكروه من أمره إلا أن يضمن له القيام دونه وإدخال هرثمة إليه ليقطع الجسور ويتبع هو أمرا يؤثر رأيه ورضاه وأنه لم يضمن له ذلك فليس يسعه تعريضه للسفلة والغوغاء والرعاع والتلف فكتب طاهر إلى هرثمة يلومه ويعجزه ويقول جمت الأجناد وأتلفت الأموال وأقطعتها دون
(٧١)