بهما عليه فلما أراد أن يسير إلى العراق وجه إلى بابك فقال إني أريد أن أسافر بك فانظر ما تشتهى من بلاد آذربيجان فقال أشتهي أن أنظر إلى مدينتي فوجه معه الأفشين قوما في ليلة مقمرة إلى البذ حتى دار فيه ونظر إلى القتلى والبيوت إلى وقت الصبح ثم رده إلى الأفشين وكان الأفشين قد وكل به رجلا من أصحابه فاستعفاه منه بابك فقال له الأفشين لم استعفيت منه قال يجئ ويده ملاى غمرا حتى ينام عند رأسي فيؤذيني ريحها فأعفاه منه وكان وصول بابك إلى الأفشين ببرزند لعشر خلون من شوال بين بوزباره وديوداذ (وحج) بالناس في هذه السنة محمد بن داود * ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك قدوم الأفشين على المعتصم ببابك وأخيه: ذكر أن قدومه عليه به كان ليلة الخميس لثلاث خلون من صفر بسامرا وأن المعتصم كان يوجه إلى الأفشين كل يوم من حين فصل من برزند إلى أن وافى سامرا فرسا وخلعة وأن المعتصم لعنايته بأمر بابك وأخباره ولفساد الطريق بالثلج وغيره جعل من سامرا إلى عقبة حلوان خيلا مضمرة على رأس كل فرسخ فرسا معه مجر مرتب فكان يركض بالخبر ركضا حتى يؤديه من واحد إلى واحد يدا بيد وكان ما خلف حلوان إلى آذربيجان قد رتبوا فيه دواب المرج فكانت يركض بها يوما أو يومين ثم تبدل ويصير غيرها ويحمل عليها غلمان من أصحاب المرج كل دابة على رأس فرسخ وجعل لهم ديادبة على رؤوس الجبال بالليل والنهار وأمرهم أن ينعروا إذا جاءهم الخبر فإذا سمع الذي يليه النعير تهيأ فلا يبلغ إليه صاحبه الذي نعر حتى يقف له على الطريق فيأخذ الخريطة منه فكانت الخريطة تصل من عسكر الأفشين إلى سامرا في أربعة أيام وأقل فلما صار الأفشين بقناطر حذيفة تلقاه هارون بن المعتصم وأهل بيت المعتصم فلما صار الأفشين ببابك إلى سامرا أنزله الأفشين في
(٢٦٠)