الساعة فلما قال لهم هذا وجؤا عنقه وضربوا وجهه فلما صنعوا ذلك به قال المغرور من غررتموه يا أصحاب الحربية فأخذ فأدخل إلى إسحاق فقيده وذلك يوم الأحد فلما كان ليلة الاثنين خرجوا به إلى إبراهيم بالمدائن فلما دخل عليه كلمه بما كلم به إسحاق فرد عليه مثل ما رد على إسحاق وقد كانوا أخذوا رجلا من أصحابه يقال له محمد الرواعي فضربه إبراهيم ونتف لحيته وقيده وحبسه فلما أخذ سهل بن سلامة حبسوه أيضا وادعوا أنه كان دفع إلى عيسى وأن عيسى قتله وإنما أشاعوا ذلك تخوفا من الناس أن يعلموا بمكانه فيخرجوه فكان بين خروجه وبين أخذه وحبسه اثنا عشر شهرا (وفى هذه السنة) شخص المأمون من مرو يريد العراق * ذكر الخبر عن شخوصه منها * ذكر أن علي بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي أخبر المأمون بما فيه الناس من الفتنة والقتال منذ قتل أخوه وبما كان الفضل بن سهل يستر عنه من الاخبار وأن أهل بيته والناس قد نقموا عليه أشياء وأنهم يقولون إنه مسحور مجنون وأنهم لما رأوا ذلك بايعوا لعمه إبراهيم بن المهدى بالخلافة فقال المأمون إنهم لم يبايعوا له بالخلافة وإنما صيروه أميرا يقوم بأمرهم على ما أخبره به الفضل فأعلمه أن الفضل قد كذبه وغشه وأن الحرب قائمة بين إبراهيم والحسن بن سهل وأن الناس ينقمون عليك مكانه ومكان أخيه ومكاني ومكان بيعتك لي من بعدك فقال ومن يعلم هذا من أهل عسكري فقال له يحيى بن معاذ وعبد العزيز بن عمران وعدة من وجوه أهل العسكر فقال له أدخلهم على حتى أسائلهم عما ذكرت فأدخلهم عليه وهم يحيى بن معاذ وعبد العزيز بن عمران وموسى وعلي بن أبي سعيد وهو ابن أخت الفضل وخلف المصري فسألهم عما أخبره فأبوا أن يخبروه حتى يجعل لهم الأمان من الفضل بن سهل ألا يعرض لهم فضمن ذلك لهم وكتب لكل رجل منهم كتابا بخطه ودفعه إليهم فأخبروه بما فيه الناس من الفتن وبينوا ذلك له وأخبروه بغضب أهل بيته ومواليه وقواده عليه في أشياء كثيرة وبما موه عليه
(١٤٧)